كتاب قلائد الجمان في فرائد شعراء هذا الزمان (اسم الجزء: 1)

وإذا الوغى أحتدَّت وكلَّ حديدها ... حتَّى تشبَّه فاصل بكهام
وبقسطل النَّقع المثار كأنَّه ... ليل تطلَّع أو طلوع غمام
وكأنَّما لبست به شمس الضَّحى ... ثوبين ثوب دجى وثوب قتام
والخيل تعثر بالطُّلى وتقسَّمت ... قسمًا لقسَّام وسهم سهام
/65 ب/ وترى الدِّماء على الثَّرى فكأنَّما ... علَّت به الدَّهناء كأس مدام
تلقى أمير المؤمنين بمنصل ... يبكي النَّجيع ومبسم بسَّام
وقد استعد لحزبه ولحربه ... رفق الشَّقيق وسطوة الضّرغام
يا بان الخلائف من قريش والألى ... خلفوا الكرام وخلِّفوا بكرام
يا موتمًا أبناء كلِّ معاند ... دين النَّبيِّ وكافل الأيتام
صلَّى الإله على ابن عمِّك أحمد ... وعلى أبيك مفضَّل الأعمام
وعليك يا خير البريَّة رتبة ... من كلِّ مكتهل وكلِّ غلام
وبقيت في نعم تقارن أنعمًا ... وسلامة مقرونة بسلام
ما أورقت شجر وأخصب مجدب ... وتهافتت في الدَّوح ورق حمام
وأنشدني أيضًا لنفسه: [من الكامل]
لولا التَّعرُّض بالظِّباء الغيد ... وولوع قلبك بالمهاة الرُّود
ما صاب خدَّك صيِّب من دمعه ... وأصاب جفنك صائب التَّسهيد
فغدوت في أرق ترق له العدا ... وعهاد دمع ليس بالمعهود
إن كان أمحل عارض من عارض ... وأهيل صوب الخدِّ بالتَّخديد
فصبابة حكمت عليك فحكَّمتً ... وبل المدامع في وبال خدود
/70 أ/ واهًا لعان مولع بعنائه ... جلد على حمل الغرام جليد
كفلت لهيب حشائه نار الجوى ... وتكفَّلت بفؤاده المفؤود
فطةى على نارين نار واصلت ... وصل السَّقام به ونار صدود
هذا ولو سلم السَّلامة من ضنًى ... أقوى القوى منه وحرِّ وقود
قالت جهنَّمه لرِّبه ... هل من مزيد من لظًى ومزيد
ما ذاك إلاَّ أن تعذبت الهوى ... عذب لكلِّ متيَّم معمود

الصفحة 141