كتاب قلائد الجمان في فرائد شعراء هذا الزمان (اسم الجزء: 1)

كلف بحبِّ الرَّملتين فرملة ... سكنت حشاه ورمله بزرود
يغدو يعالج لا عجًا من عالج ... فيبيد بالمسرى سرايا البيد
ويروم من آرام رامة موعدًاً ... يا بعد ما وعدوا وقرب وعيد
ما زال يشكو باللِّوى أشجانه ... جهد المقلِّ وقلَّة المجهود
حتَّى ترنَّج رنده فكأنَّما ... سلب القرار بوجده الموجود
وعلى الكثيب الفرد من جرعائه ... رشأ كخوط البانة الأملود
بهر الدُّجى لمَّا دجأ بذوائب ... ذابت لهأ مهج اللَّيالي السُّود
وأمدَّ نور الصُّبح نور جبينه ... حتَّى أهتدى بضيائه الممدود
والشَّمس والقمر المنير كلاهما ... لو مكِّنا همَّا له بسجود
/70 ب/ وتودُّ غزلان الصَّريم بميحها ... جيداً تخصَّص عنهم في الجيد
ذرِّي مبتسم شتيت واضح ... حلو اللَّمى عذب الرُّضاب برود
لم أنس إذ يسعى بكأس سلافة ... حدَّث لطافتها عن التحَّديد
والخدُّ ورديُّ اللِّباس وكأسه ... ورديُّة ورد من التَّوريد
فكأنَّ حمرة كأسه من خدِّه ... كسيت وفاحمه من العنقود
وكأنَّ دقَّة حصره صبٌّ شكا ... وصب الضَّنى من بنده المعقود
مازال يوليني دنوَّ بعاده ... قربًا إلى وله عليه شديد
والقلب في صفد المحبَّة هائمًا ... وارحمتا للهائم المصفود
وله: [من الطويل]
سلامًا لقلب همُّه ربه القلب ... يملُّ من العتبى ويصبوا إلى عتب
كأنَّ علاج الحبِّ ضربة لازب ... عليه فما ينفكُّ من لاعج الحبَّ
إذا سمته سلمًا ليصبح سالمًا ... من الجهد عاصاني وجاهد في حربي
يراني من حزب الوصيِّ فما اعتنى ... لحزبي إلاَّ أنَّه من بني حرب
وقد كنت غرّاً بالغرام فغرَّني ... وجرًّد لي من خدِّه مطلق الغرب
وسهَّل لي حزن الهوى فسلكته ... وسهل الهوى لا حزنه أصعب الصَّعب
/71 أ/ وما برح التَّبريح عنِّي بجانب ... فها هو بعد البعد جاري بالجنب

الصفحة 142