كتاب قلائد الجمان في فرائد شعراء هذا الزمان (اسم الجزء: 1)

وطاوعته رغمًا ومن ذا الورى ... تبرَّأ من قلب لأبراً من قلبي
عفا الله عنه الآن إن كان مقصراً ... وإن هو لم يقصر وإن لجَّ في العصب
ألم ير جسمًا قد تجسَّم من ضنًى ... فعيناه معنيَّان بالسَّلب والسَّكب
يهيم متى هبَّ النَّسيم ولم يزل ... لصبِّ الضَّبا مرُّ الضَّبا أبداً يصبي
ويأرق إمَّا لاح منهنَّ بارق ... ويسرب بي أنَّى رنت مقل السِّرب
وجارية جادت ففاتت بسيفها إلى ... الحسن من جاري وجادت على الصَّبِّ
محجَّبة لم يغن عنهأ حجابها ... وهل يختفي الصُّبح المنير مع الحجب
لعوب من الأتراك خاقات جدُّهأ ... فما نشأت في دار قيس ولا كعب
متى سفرت قلت الغزالة أشرقت ... أو انتقبت وابن الغزالة في النّقب
وما البدر إلاَّ لمحة من جمالها ... ولا الشُّهب إلاَّ من قلائدها الشُّهب
لها واضحى أبدى من العذر واضحًا ... لصحبي وقد لاموا فأغرى بها صحبي
وفاحم فرع مفخم كلَّ واصف ... يضلُّ به الهادي ويذهل ذو اللُّبِّ
وطرف طريف للعقائًل عقله ... وطرف لطيف للعقول به يسبي
وعقرب صدغ لسبها داخل الحشا ... تؤجِّج ناري كلَّما أكثرت لسبي
/71 ب/ وتبسم عن ثغر نقيٍّ كأنَّه ... سنا البرق يهدي في الدُّجى حافر الرًّكب
وما زال إذ لالي بعزِّ دلالها ... ويلصق إعظامي لها الخدَّ بالتُّرب
ويشتاقها قلب ثوت في صميمه ... وهذا من المشتاق في غاية العجب
إلى أن ألم الشَّيب وأحتلَّ لمتَّي ... فمالئت لوَّامي وملت إلى العتب
وقلت لجدِّي أقبل فقد فات ما مضى ..................... أبعد فما وللِّعب
وخلٍّ رأى لبثي بدار مهانة .... فجرَّأه إصرار لبثي على ثلبي
رآني أعاني ما يعنِّي أقلُّه ... وقد كاد أن يقضى .... بها نحبى
وبات يعاطيني كؤوس ملامة ... فأكسبني سكري بها حيرة الضَّبِّ
فقلت له: مأ في نزاعك منزع ... عن القدر الجاري وهذا إلى الرَّب
ولا بأس إن والى الزَّمان عناده ... فكم للأسى آس وللداء من طبِّ
وكم رضت أرضًا بالكريم مضرَّة ... ثراها من الإثراء متَّصل الحدب

الصفحة 143