كتاب قلائد الجمان في فرائد شعراء هذا الزمان (اسم الجزء: 1)

قضمَّت عرأها في عراها على الَّذي ... عراها وأغراها فصرت إلى الخصب
فخلِّ الما وأعص الكرى تطع السُّرى ... وعج بي إلى صهيون فهي المنى عج بي
إلى المطلب الأقصى إلى صيِّب الحيا ... إلى الغاية القصوى إلى المنهل العذب
تجد بذرأها منبت الجود والنَّدى ... كما في ذراها بالنَّدى منبت العشب
/72 أ/ وحيَّ هلاً فيها بملك تواترت ... إلينا به الأنباء عن فضله تنبي
ملاذ الورى طود الحجى قمر الدُّجى ... سمام العدا ترب العلا الأروع النًّدب
مظفَّر دين الله عثمان والَّذي ... يعافى به العافي ويعفو عن الذَّنب
فما سمعت أذن بما حاز من علاً ... ولا مرَّ في وهم ولا جاء في الكتب
أجار على جور الخطوب فبأسه ... على كلِّ خطب في الَّزمان من الخطب
وأخلاقه راقت فلو قد تمثَّلت ... لشرب لما أعتًاقت لديهم عن الشُّرب
فأغضى عن الفحشاء من جفن حرَّة ... وأمضىً لدى الخيجاء من مفصل عضب
ونمَّ على معروفه طيب عرفه ... كذا نفحات الرُّوض نمًّت على السُّحب
ونادى مناديه منادي سخائه ... فجاؤوه أفواجًا من البعد والقرب
فوافوا به عرضًا عن النًّقص معرضًا ... ومالاً لمن وافى صبوراً على النَّهب
وكفًا بما كفَّت من العدم تكتفي ... ودرّاً من النُّعمى بدر على الحلب
فقال الوفا نيلاً ولم يقل ........ على كثرة الإرفاد نائله حسبي
مليك لحجِّ البيت قصد جنابه ... يناجي بما يرجى فينحى من الكرب
إذا أحتدّ في يوم الهياج وهاجه ... جلاد يفلُّ الحدَّ من سورة الضَّرب
وقد راح بالأرواح عامل رمحه ... فأثنت على كرَّاته السن القضب
/72 ب/ وأردى العدا تحت السًّنابك وأرتدى ... من المجد ثوبًا لا من الوشى والعصب
ولم يرض إلاَّ الهام عمداً لسيفه ... وأقنعه سلب النُّفوس عن السَّلب
أعأد على من عاد عائد عفوه ... وأشغله كسب الثَّناء عن الكسب
لك الله أشكو ضنك حالي فأشتكي ... فأنت الرَّحيب الباع والمربع الرّحب
ودونكها عذراً فلو قال قائل: هي الدُّرُّ لفظًا لم يكن فاه بالكذب

الصفحة 144