كتاب قلائد الجمان في فرائد شعراء هذا الزمان (اسم الجزء: 1)

إذا أنشدت في محفل ناب نشرها ... عن العنبر الهنديِّ والمندل الرَّطب
وصار لها أبن العبدً عبداً ونقَّصت ... زياداً وكادت في فصاحتها تربي
وإن بلغت عنها البلاغة أخَّرت ... قدامة وأختالت على ابن أبي وهب
فدم وابق محروس الجناب مملَّكًا ... تدين لك الأملاك في الشَّرق والغرب
/66 أ/ وأنشدني أيضًا لنفسه بحلب المحروسة في شهر ربيع الآخر سنة أربعين وستمائة، يمدح الأمير مظفر الدين عثمان بن منكورس –صاحب صهيون- وأنفذها إليه من حلب المحروسة: [من الطويل]
نعم هذه نعم وهاتيك دارها ... تشبُّ بأعلى الغور للعين نارها
هدت ضمَّراً بالبيد أضمرها السُّرى ... فأقطارها مهديًّة وقطارها
يريك سناها أنجمًا في سمائها ... إذا هاج عاديها وطار شرارها
يقول لي الخلُّ الخليُّ وما درى ... أزندي أورى من جوى أم أوارها
أنار القرى بين الحشا منك والقرا ... فعينك عبرى ما يقر قرارها
فقلت: لظاها ما تجنُّ أضالعي ... شهرت بها حينًا فبان أشتهارها
ولفتحها من زفرتي مستعارة ... ألم ترها يحكي سعيري أستعارها
فحقَّ لدمعي أن يواصل مقلة ... جفا ناظريها نورها ونوارها
إذا جاورت نعم بنعمان جيرة ... وأبعد عنها قربها وجوارها
وأوجد أنس الوجد منِّي نفورهًا ... ونفَّر طيب النَّوم عنِّي نفارها
وأعوز شكلي في الهوى حين أشكلت ... معاني مغانيها وشطَّ مزارها
/66 ب/ لها الله إن جادت وإن هي أنصفت ... على جملة الحالين والله جارها
متى شئت تلقى الغصن ريًّان ناظراً ... على الدِّعص فانظر ما يضمُّ إزارها
خفاجيَّة الأنساب عذرية الهوى ... سما فرعها الزَّاكي وطاب نجارها
حمتها حماة عادلت كلَّ معرك ... فسلَّت مقبسات النُّفوس شعارها
ففي كلِّ لبٍّ روعة من مغارهم ... كما كلُّ قلب لم يفته مغارها
مليكة حسن الدَّهر فاللَّيل فرعها ... ووضَّاحها للنّاظرين نهارها

الصفحة 145