كتاب قلائد الجمان في فرائد شعراء هذا الزمان (اسم الجزء: 1)

يحرن حسان الحور فيها إذا رنت ... ومن أين للحور الحسان أحورارها
وسيَّان نظمًا ثغرها وعقودها ... وشتَّان طعمًا رسقها وعقارها
لها معصم لا عاصم منه لو دعت ... به العصم لانقادت وبان أنهيارها
منى البدر أني يلوى إذا ما تسوَّرت ... ولم يسم بدراً بل تعالى سوارها
عجبت لنفسي كيف بالشَّام أصبحت ... وعن جيرة اتلحدباء كيف أصطبارها
أخيِّرها بين الثَّنيَّة واللِّوى ... فمأ ينثني إلاَّ إليها أختيارها
يؤرِّقني مرُّ النَّسيم بربعها ... ويوقظني عند الهجوع أدَّكارها
فللَّه ليلات قصرن لطيبها ... وأطيب أوقات السُّرور قصارها
ويا ليت شعري حيث كنَّ عواريًا ... فهل أنا يومًا قبل يومي أعارها
/67 أ/ إذ الورق قينات علون أسَّرة ... من الأيك يصبي سجعها وثمارها
وصوت المثاني والمثالث معرب ... بلحن غرور في الخدور .....
إذا ردَّدت أقمارها نغماتها ... شدا طربًا قمريُّها وهزارها
فشقَّ قميص الهمِّ عنه شقيقها ... وبثَّ شحوب الوجد منه بهارها
وساق يدير الرُّوح روحًا فحبَّذا ... مدير حميَّا كأسها ومدارها
كسا راحه راحًا يريك مزاجها ... بياض لجين ذاب فيه نضارها
كأنَّ على الياقوت إكليل جوهر ... إذا أنفض مسلًوبًا وقاري وقارها
أو البدر أبدى الشَّمس للشّرب فاكتسبً ... حياءً بحباب .... فالدراري .....
سلاف أتانا سالف الدَّهر بعدها ... فأعوز عصر كان فيه أعتصارها
فهات كبيراً فالسَّعادة حثُّها ... كباراً كما أنَّ الصَّغار صغارها
إذا خفت عاراً واللَّيالي معارة ... فليس بعار أن يصيبك عارها
أرى هممًا لا تنثني عن دناءة ... أضرَّ عناهًا أم أضرَّ أضطرارها
ولي همَّة عن مركز العِّز ما خطتً ... ونفس إليه طعنها وسفارها
فيا ويحها ماذا دهاها فأقصرت ... وعن قصدها صهيون ماذا أنتظارها؟
به أسد إن صال ذلَّت أسودها ... وبحر إذا ما فاض غاضت بحارها
/67 ب/ فتبًا لها إن خافت الضَّيم والأذى ... وناصرها عثمانها وانتصارها

الصفحة 146