كتاب قلائد الجمان في فرائد شعراء هذا الزمان (اسم الجزء: 1)

مظفر دين الله ناشر عدله ... وقد ضاق عن عشم الطُّغاة أقتدارها
مليك على كلِّ البريَّة حكمه ... وفي قبضتيه برُّها وبوارها
تكفَّلت العافي بيمن يمينه ... وقد ضمنت يسر المقلِّ يسارها
ففي خمسه للناكثين خميسها ... وفي عشره للماكثين عشارها
له محتد أصل العلاء فروعه ... ودوحة فخر لا يبارى فخارها
إلى منكورس القيل والمجد تنتمي ... فمن دونه قحطانها ونزارها
ومسعر حرب إن سطا يوم معرك ... فربح الأعادي في الكفاح خسارها
إذا نازعت أقيالها وتنازعت ... رؤوس حمام لا يدواى خمارها
وظلَّ بها سمُّ المنيَّة نافعًا ... فأرخت ستور النَّقع خوفًا قعارها
جرى سابقًا من لا يشقُّ غباره ... بسبَّق خيل لا يشق غبارها
لها عثير بين السَّنابك معتق ... ولكن بأعتاق الكماة عثارها
لتروى ظوام من قنًا وقواضب ... أبت إذ أثيرت أن يعطَّل نارها
فيصدر عن فري الصدور صدورها ... وقد وردت ورد الوريد عقارها
وأضحى رفيعًا قدره واقتداره ... وظلَّ وضيعًا قدرها وأقتدارها
/68 أ/ على أنَّها لم تأل جهداً وما وقى ... وقد حذرت لو كان يغني حذارها
وإن أمعنت في الفرِّ من سطواته ... فأين من اللَّيث الهصور فرارها
أيا ملكًا كلُّ الملوك مشارها ... إليه وفي دفع الأذى مستشارها
ورب أيأد لا يطاول طولها ... ولكن طوال الطول منها أحتصارها
وغيثًا يرينا غوثه من بنانه ... سحائب لا تنفَّك تهمي غزارها
لك الله من غضب على الشِّرك مقصل ... له صفحة أرضى الإله غرارها
فكم مأزق في مأزق رهن حدِّها ... وكم مهج هاجت إليه مصارها
تأمَّل قريضًا مأخلا عن مقرِّض ... وأبكار أفكار يروق أبتكارها
هدت بقوافيها من الفهم حائراً ... وأوضح سبل السَّالكين منارها
معان على جيد المعالي قلائد ... عرائس تجلى والفريد نثارها
يفوق شذاها المسك ليس كروضة ... يمجُّ النَّدى شيحانها وعرارها

الصفحة 147