كتاب قلائد الجمان في فرائد شعراء هذا الزمان (اسم الجزء: 1)

ودم في سعود نيِّر بك بدرها ... ومكِّنه تمكين إليك بدارها
وأنشدني أيضًا لنفسه: [من الطويل]
تهادى فكاد الغصن يشبهه قدّاً ... وأهدى إليه الورد من لونه خدَّا
فجاد على جوريِّه ورد خدِّه ... وقدَّ قضيب البان أهيفه قدَّا
/68 ب/ فريد جمال جوهر الحسن ذاته ... فلا غرو إن سمَّيته الجوهر الفردا
حبيب حبا الصَّهباء سلسال ريقه ... فراقت به طعمًا ورقَّت به بردا
كسا كأسها طيبًا وحلَّى حبابها ... فصار على إكليلها ثغره عقدا
وأشهد أن الشَّهد من فيه يختشى ... ومن ذا جنى في النَّاس من برد شهدا
هدى الصُّبح لمَّا ضلَّ في ليل فرعه ... بصبح جبين كلُّ صبح به يهدى
علاه دجوجيٌّ من الشَّعر حالك ... تخال به قطعًا من اللَّيل مسودَّا
ولمَّا رأى شمس الضُّحى تستمدُّه ... جملاً وبدر التَّم يلتمس الرِّفدا
ومن ذا لها لو أشرقت من لثامه ... وكيف له لو كان يرضى به عبدا
له عامل في ناظر تحت حاجب ... أمير يمير المستهام به الوجدا
تجلَّى فنالا من سناه سناهمًا ... ولولاه ما عادا ولولاه ما عدَّا
يجرِّد هنديًا من اللَّحظ مرهفا ... متى ما انتضاه جاز في حدِّه الحدَّا
مضاربه جارت وجادت وجالدت ... فلا جلداً تبقي لديها ولا جلدا
فبين قتيل لا ..... وبين أسير لا يفدَّى ولا يعدى
فيا ساريًا يغري العلاً بمناسم ... تبيد عراص البيد في سيرها وخدا
إذا جئت وادي المنحنى دون ضارح ... وعاينت ذاك الرِّيم والبان والرَّندا
/69 أ/ فلذ بحمى ذاك الجناب فمن به ... إليه مطايا الشَّوق في شوقها تحدا
وقل يا مريح الرُّوح إن كان واصلاً ... ويا رابحًا بالرُّوح إن منح الصَّدَّا
خف الله في صبٍّ من الصَّبر مخفق ... فخفاقه من فرط حبِّك لا يهدا
تعمَّدت معمود الفؤاد سلبيه ... فعنَّفته شوقًا وأقصدته قصدا
فإن قال لم أعمد فقد صحًّ قتله ... لقيت بلاه إن وفاقًا وإن عمدا
وإن كان يومًا يحياه مسعداً ... فلا لقيت عتب ولا أسعدت سعدى

الصفحة 148