كتاب قلائد الجمان في فرائد شعراء هذا الزمان (اسم الجزء: 1)

أبكتهم وجفون السُّحب تنجدني ... فالقطر والدَّمع هتَّان وهتان
وأسأل الربع عنهم من تشوِّقهم ... جهد المقلِّ وما بالربع إنسان
[38]
إبراهيم بن المظفر بن أحمد بن المبارك بن موهوب بن غنيمة بن غالب، أبو إسحاق بن أبي العزِّ المستوفي الإربليُّ.
شاب أسمر اللونً؛ أخبرني أنه ولد في المحرم سنة إحدى وتسعين وخمسمائة؛ وهو ابن أخي الصاحب شرف الدين أبي البركات المستوفي –رحمه الله-؛ وهو من بيت جليل /73 أ/ بإربل في الرئاسة؛ أجلاء معروفون، رؤساء موصوفون.
حفظ القرآن المجيد، ويحفظ حملة من الشعر؛ وهو يتولّى التصرف لأمراء بلده، وفيه ذكاء.
وله شعر أنشدني منه، وكتبه إلى بخطّه: [من الطويل]
إلى الله أشكو من هموم تواصلت ... أما تغلط الدُّنيا لنا بصديق
لقد خانني لمَّا هجرتم مواصلي ... وقد صدَّ عنِّي معشري وفريقي
فواحربا كم تضرمون بصدكم ... وإعراضكم في القلب نار حريق
أقاسي همومًا من أناس فعالهم ... قذًى لعيون أو شجى لحلوق
وأنشدني له: [من الطويل]
تجلُّ عن التَّشبيه يا متملَّكًا ... بمقدمك الميمون إنتظم النَّصر
لئن سرت في برً من الأرض فدفد ... فقد صار بحراً ماؤه مفعم غمر
[39]
إبراهيم بن أبي المنى بن أبي الفضل بن عليٍّ، أبو إسحاق الحبّال الحلبيُّ.
رأيته بحلب في ربيع الآخر سنة خمس وثلاثين وستمائة؛ رجلاً كهلاً سوقيًا. وسألته /73 ب/ عن ولادته، فقال: ولدت في سنة سبع وسبعين وخمسمائة.
وزعم أنَّه تأدب على جماعة من فضلاء الحلبيين، واستظهر مقدمة باب شاذ وسرّ

الصفحة 150