كتاب قلائد الجمان في فرائد شعراء هذا الزمان (اسم الجزء: 1)

ما لليلي .... لا أرقده ... ونهاري تعب لا أستريح
أرقب الصُّبح ودمعي كدمي ... من رآني قال في الفرش ذبيح
قرّة العين إلى كم ذا الجفا ... إن جفني من تجافيك قريح
/74 ب/ إن تكم ساءتك منِّي ترحة ... توجب التَّقبيح ما العفو قبيح
وله: [من مجزوء الرجز]
رحة قلبي تعب ... وبرء جسمي وصب
ودمع عينيَّ دم ... في الخدِّ منه ندب
وبين جنبيَّ جوًى ... بوقده التهب
كأنَّما الدَّمع لنيران الجسوم الحطب
والهم عندي مقعد ... ما عشت لا يقترب
إن أقشعت نائبة ... منه تنامت نوب
وإن تناءى سبب ... عنِّي تدانى سبب
فيا إلهي فرجًا ... أو أجل يقترب
إذا أمرَّت عيشة ... فالموت منها أطيب
[40]
إبراهيم بن أبي عبد الله بن إبراهيم بن محمد بن يوسف، أبو إسحاق الأنصاريُّ الإسكندريُّ.
شاب قصير أسمر شديد السمرة، كوسج، يتطلَّس بزي بلده /75 أ/ أخبرني أنَّه ولد سنة خمس وتسعين وخمسمائة، تفقه على مذهب الإمام مالك ابن أنس –رشي الله عنه- وتأدّب على أبي زكريا يحيى بن معط بن عبد النور الزواوي النحوي المغربي؛ وذكر لي أنه سافر إلى بلاد اليمن والهند والعراق والشام والروم.
شاهدته بالموصل أواخر سن اثنتين وثلاثين وستمائة؛ فرأيته رجلاً ذا عناية بفن المنثور والمنظوم، حلو الحديث، لطيف المحاورة، جميل المحاضرة؛ له لسان وفصاحة، وقبول عند الكبراء، وفيه دماثة وكياسة، ترغب الناس في عشرته، ويتقبلونه ويقبلون عليه حلس منزله. لم يمدح أحداً رجاء نائله وجدواه إلاّ رياضة لخاطره.

الصفحة 152