كتاب قلائد الجمان في فرائد شعراء هذا الزمان (اسم الجزء: 1)

وأنت يا بين قلبي كم تجرعه ... مرَّ الأسى وفؤادي لم تقطِّعه
يا خالي القلب قلبي حشوه حرق ... وهاجع اللَّيل ليلي لست أهجعه
إن خنت عهدي فإنِّي أخنه وإن ... ضيَّعت ودِّي فإنِّي لا أضيِّعه
هذا مقام ذليل عزَّ ناصره ... يشكو إليك فهل شكواه ينفعه
يلومه في الهوى قوم وما علموا ... أنَّ الملامة تغريه وتولعه
من لا يكابد فيه ما أكابده ... فيه ويوجعني ما ليس يوجعه
من لي بمن قلبه فأسمعه ... بثِّي فيبسط من عذري ويوسعه
قلَّ الوفاء فما اشكو إلى أحد ... إلاَّ أكبَّ على قلبي يقطِّعه
/81 أ/ من منقذي من يدي من ليس يرحمني ... يقتادني للهوى المردي فأتبعه
آتيه بالصِّدق من حالي فيجحده ... ظلمًا ويكذبه الواشي فيسمعه
وليلة زارني فيها على عجل ... الشَّوق يحضره والوجد يفزعه
وبات مستنطقًا أوتار مزهره الفصاح يتبعها طبعًا وتتبعه
إذا بدت نغمة المثنى سمعت لها ... وقعًا يلذُّ على الأسماع موقعه
فبت أنظره بدراً وأرشفه ... خمراً وأقطفه ورداً وأسمعه
وقام والوجد يبطيه ويعجله ... ضوء الصَّباح وأنفاسي تشيِّعه
وأنشدني الشريف أبو العباس أحمد بن الحسين ابن نقيب العباسيين الوايطي ببغداد، قال: أنشدني جدّي لأمي لنفسه يصف الشمعة: [من الكامل]
ونديمة زارت لها بعد الكرى ... وجه إذا كلح الظَّلام صبيح
يقضي البقاء لها بلا روح كما ... يقضى الفناء لها وفيها الرُّوح
ممشوقة مثل القضيب قضيفة ... لم يضوها همُّ ولا تبريح
ومن العجائب أنَّ من جليت له ... ضحكت إليه ودمعها مسفوح
/81 ب/ وقال أيضًا وقد حبس في ديوان واسط حبسًا طويلاً: [من الخفيف]
من كفي طارق الخطوب فأكفا ... أم عفي من صروفهنَّ فأعفا
الدهري حقد عليَّ وعهدي ... زمني وهو بي أبرُّ وأحفى

الصفحة 161