كتاب قلائد الجمان في فرائد شعراء هذا الزمان (اسم الجزء: 1)

أم لهذا الزَّمان عندي ترات ... تقتضيه لشدَّة البطش عنفا
كلَّ يوم يروعني منه خطب ... والَّذي راع قبله ما تقفى
مغرم بي إما حبيب أورايه ثرى الأرض أو أفارق إلفا
خصَّني منه بالنَّوائب حتَّى ... صرت رهنًا على الحوادث وقفا
أتفدَّى الرَّدى وأحتمل الخطب ... جسيمًا وأشرب الهمَّ صرفا
وفؤادي عليه وقدة جمر ... يشفع القلب جمرها ليس يطفا
قد طعمت الزَّمان حلواً ومراً ... وحملت الأنأم ثقلا وخفَّا
وتبدًّلت بعد أهلي عتاة ... يتمشَّون في الأساود عسفا
كلَّ عأن يئنُّ في ظلمة اللَّيل ... إذا أعتنَّ بأسه قال: لهفا
بوجوه أرقَّ من نطف المزن ... وأندى من السحائب كفَّا
نفس صبراً على الملمَّات صبراً ... وترجَّى لها من الله لطفا
/82 أ/ كم رأينا من كان أشفى على ... الموت فتقضى له الحياة فيشفى
فأجابه شخص من الواسطيين ينقض عليه: [من الخفيف]
قل لمن ظلَّ يعتب الدَّهر عنفا ... لو كفيت الورى لقد كنت تكفى
أيَّ خير عملت بل أيَّ يوم ... لا ترى أرض واسط منك خسفا
أتظنُّ الرَّقيب يخفى عليه ... منك حال على الورى ليس يخفى
أتذمُّ الزُّمان من أجل ما أولادك ... صرفًا وكم لقي منك صرفا
طالما قد شربت نغمأه صرفًا ... وشربنا في وقتك البؤس صرفا
أترى قد نسيت أخذك للكتب وتقرا السُّطور حرفًا فحرفا
وضجيج النِّساء إذ هنَّ يبكين ... لضرب الرِّجال حزنًا ولهفا
كم ألوف قد أقترضت من النَّاس ولم تقضهأ وفرَّقت إلفا
وأناس من خوف ظلمك ضلُّوا ... في الفيافي ورسمه قد تعفَّى
إن أسرَّ المتاع منك أخذت ... الضِّعف عمَّا تريده منه ضعفا
أو أذاعوا لديك ما كتموه ... حزت ما تشتهيه منه مكفَّا
ثمَّ لمَّا عوقبت تنشد جهلاً: ... من كفى طارق الخطوب فأكفا

الصفحة 162