كتاب قلائد الجمان في فرائد شعراء هذا الزمان (اسم الجزء: 1)

[45]
/82 ب/ أحمد بن عبد الله بن أحمد بن محمد بن عبد القاهر بن هشام بن أحمد بن محمد ابن المظفر، أبو طاهر بن أبي الفضل الخطيب الطوسيُّ، الموصليُّ المولد والمنشأ.
من بيت الخطابة والعلم الغزير، والرواية والنسك والتصاون. له رواية بالحديث أخذه عن والده وجدّه وعمه أبي محمد عبد الرحمن بن أحمد، وأبي البركات محمد بن محمد بن خميس [الموصلي، وسمع ببغداد في سنة أربع وخمسمائة من أبي الفرج عبد الخالق أحمد بن يوسف] وغيرهم من المشايخ.
خطب على منبر الجامع العتيق بعد والده بالموصل- وكان ربما يرتجل الخطبة من وقته. وكان قارئًا للقرآن، محدّثًا شاعراً متأدّبًا جميل الأخلاق حسن الدعابة.
سمع عليه الحديث شيخنا أبو الخير التبريزي، والصاحب أبو البركات المبارك بن أحمد المستوفي وغيرهما.
وكان مقعداً من فالج عرض له في آخر عمره لا يقدر على النهوض، ولم يزل يقرأ عليه الحديث، إلى أن توفي يوم الأحد تاسع جمادى الآخرة سنة إحدى وستمائة. /83 أ/ بالموصل. وكانت ولادته سادس رجب من سنة سبع عشرة وخمسمائة.
أنشدني أبو الثناء محمود بن أحمد بن الأنجب الإربلي، قال: أنشدني الخطيب أبو طاهر لنفسه: [من الوافر]
بدمع في الملاحة ما يمارى ... إذا ما العقل فكَّر فيه حارا
لنا من وجهه قمر منير ... ومن خدَّيه نجني الجلَّنارا
ومن ألحاظه نفحات سحر ... يثير شواظها في القلب نارا

الصفحة 163