كتاب قلائد الجمان في فرائد شعراء هذا الزمان (اسم الجزء: 1)

وأنشدني، قال: أنشدني الخطيب قوله وقد سئل ذلك: [من الطويل]
خليلي مرَّابي على أجرع الحمى ... وعوجا على أثلاث يبين والهضب
... بين سلع وحاجر ... وقولا لهم ما بال قلبي من الحبِّ
عساهم يرقُّوا للَّذي ملَّك الهوى ... لهم رقّه حتَّى غدا موثق القلب
أجيروه من نار الصُّدود فإنَّه ... له أضلع في الحبِّ موصدة اللَّهب
إذا قيل هذي دار ميٍّ برامة ... تزايد شوقي واستطار به لبِّي
يقولون لي عنها تسلَّ يغيرها ... فقلت لهم: كفُّوا فما بيدي قلبي
وأنشدني، قال: أنشدني لنفسه: [من الخفيف]
إن تناسيتم الوداد وحلتم ... لي قلب إلى التَّواصل صابي
/83 ب/ لست أبغي عن الحبيب سلوّاً ... فأطيلوا وأقصروا في عتابي
ليس أذني تصغي للوم وقلبي ... ليس ممَّن يسلو عن الأحباب
إنَّ لوم العشَّاق لوم وعذل الصَّب ما فيه منهج للصواب
وقال أيضًا، رواها عنه محمد بن أحمد بن عمر بن الحسين بن خلف القطيعي:
[من الطويل]
دعيه ففي تذكاره ما يشيبه ... ولا تعذليه فالغرام حسيبه
ورقِّي له ممَّا يلاقي من الأسى ... لقد ذلَّ من قسم الصُّدود نصيبه
فكم بين أكناف العقيق وحاجر ... محاجر يصمي نبلها من يصيبه
وكم بربى تلك الرُّسوم مدلَّه ... قتيل بداء الحبِّ باد شحوبه
إذا مرَّ بالأعلام هيَّجن .... وأغراه من ذاك النَّسيم دبيبه
وفي عذبات الرَّمل من جانب الحمى ... مواقف للمشتاق فيها يجيبه
بها كلُّ نضو الهمِّ طاو على الحشا ... مروَّع مفقود الفؤاد سليبه
خليليَّ بالزًّوراء عوجًا فإنَّ لي ... بها قمراً في أفق قلبي غروبه
وفي نهر عيسى والصَّراة مرابع ... ونهر معلَّى دوره ودروبه
/84 أ/ وله: [من السريع]
قد أبدت الأرض كلَّما خزنت ... من كلِّ نوع مدَّبج بهج

الصفحة 164