كتاب قلائد الجمان في فرائد شعراء هذا الزمان (اسم الجزء: 1)

ترفل في بردها القشيب وقد ... ضمِّخ طيبًا من عرفها الأرج
تبسم بالبشر كلَّما سفرت ... سماؤها عن أديمها السَّمج
ألقت قناع الحياء مذ رشفت ... كأس حميَّا الحيأ بلا حرج
أنهارها بالغناء مفصحة ... غرائب اللَّحن من يد الدُّعج
خريرها زيرها ويبتعه ... من موجها البمُّ وهي في هزج
فانظر إلى مجلس قد أجتمعت ... فيه تحايا العقول والمهج
عجائبًا للربيع أبدعها ... بواعثًا للنُّفوس في الفرج
[46]
أحمد بن عليِّ بن الحسن بن أبي زنبور، أبو الرّضا النّيليُّ.
الساكن بالموصل.
قرأ بها النحو والأدب على أبي محمد سعيد بن المبارك بن الدهان النحوي البغدادي، وقرأ القرآن العظيم على أبي بكر يحيى بن سعدون بن تمام القؤطبي المقرئ الأزدي.
/84 ب/ وكان عارفًا باللغة العربية والقراءات السبع والعشر وغير ذلك من الشواذ. وكان يختلف إليه جماعة يقرؤون عليه، وبلغ سنًا عالية، ونظم أرجوزة مزدوجة سمّاها "وسيلة الإنسان" تتضمن مدح الملك الناصر صلاح الدين أبي المظفر يوسف بن أيوب صاحب بلاد الشام –رضي الله عنه- وشرحها في نحو أربع مجلدات فأحسن صلته.
وكان أعلم الناس في زمانه بنعوت الخيل وأوصافها –وكان يتدين بمذهب

الصفحة 165