كتاب قلائد الجمان في فرائد شعراء هذا الزمان (اسم الجزء: 1)

وسافر إلى بلاد الجزيرة وغيرها، وكتب الناس شيئًا من أشعارة.
وجدت له قصيدة مدح بها الملك الرحيم بدر الدين –ضاعف الله معاليه-:
[من الكامل]
وركبت ظهر توصُّلي في أوبتي ... وحلفت أنِّي لا أنام عن السُّرى
حتًّى رأيت الأفق أنَّ بدوره ... تخفى وبدر الدِّين متَّقداً يرى
ليث إذا ما الحرب شبَّت نارها ... عاينت تحت النَّقع منها قسورا
وإذا انتضى البيض الصِّفاح أعادها ... يومًا وقد خضبت نجيعًا أحمراً
ومتى يصول على الفوارس تلقهم ... صرعى كأن شربوا شرابًا مسكرا
ألقت له الحدباء فضل زمامها ... إذ عاينته للغوامض مبصرا
وإليه ألقى القأهر الملك الَّذي ... قد جلَّ لمَّا أن رآه مدٍّبرا
فأنار منهاج المكارم وارتدى ... برد الفخار وحلَّ في أسنى الذُّرى
واستعبد الأحرار منه بأنعم ... سبقت سوابقها السَّحاب الممطرا
وغدا ينادي جوده يا للنَّدى ... كرمًا وتدعو ناره يا للقرى!
شهدت له شمُّ الملوك بأنَّه ... قد طاب خبراً في العلاء ومخبرا
أنشدني الصاحب شرف الدين أبو البركات /87 ب/ المستوفي بإربل –رضي الله عنه- قال: أنشدني أبو العباس أحمد بن سليمان بن كساء الشاعر لنفسه: [من الرجز]
سل عن دمي غير السُّيوف والأسل ... ولا تحد عن الخدود والمقل
ويلاه ما أضيع مطلول دم ... لم تحتكم فيه دمى ولا طلل
وبي غزال كلَّما غازلني ... طاب نسيبي في هواه والغزل
ومنها:
أغنُّ أغنى طرفه عمَّا أرتدى ... لقتلتي وعطفه عمَّا أعتقل
أعرب عن حالي وواو صدغه ... لا تعرف العطف ولا عنه بدل
ذو حاجب ينسيك قوس حاجب ... بحيث يرمي منه طرف من ثعل
قد أجمع النًّاس على تفضيله ... من بعد ما أفنوا زمانًا في الجدل
دعني قد أذَّنت في حبِّي له ... مهاجراً حيَّ على خير العمل

الصفحة 169