كتاب قلائد الجمان في فرائد شعراء هذا الزمان (اسم الجزء: 1)

أبو العباس لنفسه: [من الطويل]
وقائله لا تلزم البيت دائمًا ... فإنَّك قبل القبر مستعجل القبر
فقلت: دعي تحت الخمول عزائمي ... لعلِّي أن أخفى على نظر الدَّهر
تعادلت الأحوال عندي كلُّها ... فما خفَّ ميزاني لأنس ولا ذعر
وأستترت عيني صباحًا على دجلى ... ولا أسترحبت نفسي مطاراً على وكر
وأنشدني، قال: أنشدني من شعره: [من الكامل]
من شاكر عنِّي نداك فإنَّني ... من عظم ما أوليت ضاق نطاقي
منن تخفُّ على يديك وربما ... ثقلت مؤونتها على الأعناق
[51]
أحمد بن عبد الله بن محمد بن عيسى بن جامع العقرّي، أبو العباس الفقيه الشافعيُّ.
اشتغل بالفقه بمدينة السلام على أبي الحرم أحمد بن إسماعيل /90 ب/ القزويني، ويحيى بن فضلان البغدادي. وتولّى إعادة درسه.
ثم سافر إلى الموصل وسكنها إلى أن توفي بها في أوائل المحرم سنة إثنتين وعشرين وستمائة، ودفن جوار فتح الكاري الزاهد، وتولّى تدريس المدرسة الفخرية المطلّة على دجلة. وكان قد قرأ الخلاف والفرائض وقال أشعاراً.
أنشدني الخطيب أبو بكر محمد بن عبد الله بن محمد العقري، قال: أنشدني أخي أحمد بن عبد الله لنفسه: [من الكامل]
يا ساكيني أهل الجبال ومن ... في الكهف والحدباء والعقر
ما كنت أعرف قدر وصلكم ... حتَّى بليت بفارط الهجر
لو تعلمون تألُّمي بكم ... يوم الفراق لساءكم أمري
قد كان لي صبر أعيش به ... قدمًا فوا أسفا على صبري

الصفحة 173