كتاب قلائد الجمان في فرائد شعراء هذا الزمان (اسم الجزء: 1)

من طيب أيَّام الوصال وما ... قضيته في سالف الدَّهر
وسقت ليالينا بخيف منى ... فالمأزمين سواكب القطر
[52]
أحمد بن عمر بن عليٍّ، المعروف /91 أ/ بابن قرّة العين، أبو عبد الله الحلبيُّ.
نزل إلبيرة من أعمال حلب، وانحاز في جملة أصحاب مليكها الملك الزاهر أبي سليمان داود بن صلاح الدين يوسف بن أيوب، وصار أحد شعرائه والمنقطعين إليه.
وهو شاعر مقصّد ينظم الشعر طبعًا، ناقص الخط من العربية وعلم الأدب وآلة القريض.
توفي سنة اثنتين وثلاثين وستمائة، وكان جنديًا يلبس الشربوس ويقول شعراً متوسطًا يمدح به الصدور والسادات من الناس.
أنشدني أبو عبد الله محمد بن حيدر الدبندار الشاعر الواسطي، قال: أنشدنا ابن قرّة العين لنفسه يمدح فلك الدين أبا القاسم عبد الرحمن بن هبة الله بن علي بن المسيري: [من البسيط]
لو ساءه قبح هذا الغدر ما غدرا ... ولو درى كيف طعم الهجر ما هجرا
مهفهف رقدت عيناه مذ سهرت ... عيني وقد طال ليلي بعده قصر
ومائس العطف لا أمسي على خطر ... في الحبِّ إلاَّ إذا ما ماس أو خطرا
كالرِّيم لم يرم سهمًا من لواحظه ... إلاَّ وصاد بذاك السَّهم ليث شرى
/91 ب/ ظبي من التُّرك وحشي سجيته ... ينفِّر النَّوم عن عيني إذا نفرا
أفديه من رشأ في ليل طرَّته ... يبدو لنا قمر للقلب قد قمرا
وليلة بات ندماني فأسكرني ... بالسِّحر من غنج عينيه وما سكرا

الصفحة 174