كتاب قلائد الجمان في فرائد شعراء هذا الزمان (اسم الجزء: 1)

ولا زلت فيه وارف الظِّلِّ وافر النَّدى والأيادي بالنَّبيِّ وصحبه
وأنشدني أبو القاسم بن أبي النجيب بن أبي زيدي التبريزي، قال: أنشدنا أحمد بن إسحاق لنفسه يمدح الصاحب شرف الدين أبا البركات /95 أ/ المستوفى –رحمه الله تعالى-: [من البسيط]
أساكني خطَّة الغرَّاء ما لكم ... لا الفضل راقكم يومًا ولا الأدب
شعري هو الورد ريَّا المسك نفحته ... والورد النُّهى سلساله الخصب
وعندكم جعل الملقى سدًى هملاً ... أأنتم جعل أم عظلم كلب
أقول جهراً وصدق النُّطق من شيمي ... قول أمرئ ليس فيما قاله كذب
لو لم يكن شرف الدِّين المبارك لم ... يكن إليهًا لندب منكم طرب
خصَّ النَّدى بابن موهوب بذي كرم ... يظنُّ أن ليس يبقىً غير ما يهب
سوى أبي البركات السَّمح من بركت .. لكلِّ من يجتدي في ربعه نجب
يودُّ للمال أن يودي الذَّهاب به ... فداه كلُّ لئيم ربه الذَّهب
صدر حوى صدره الرَّحب العراض ... بحار الفضل فهي إذا يطمو ويضطرب
ويقذشف الدُّر أمواجًا لها كلمًا ... درّاً كأنَّ لديه الدُّرُّ مخشلب
من كلِّ عذراء بكر العقول لها ... كفعل صهباء بكر أمها العنب
لو كان ذو الرُّمًّة المفقود يسمعها ... وهو الَّذي فخرت قولاً به العرب
جرت مدامعه فقداً فقيل له ... (ما بال عينيك منها الماء ينسكب)
أو كان مهيار حيًّا كان قائدها ... بالنَّفس حبًّا وقلَّ المال والنَّشب
/95 ب/ وكان هام بها وجداً وقال لها: ... لك الغرأم وللواشي بك التَّعب
عجبت من قلم ضمَّت عليه أنامل شأنها بين الورى عجب
تكاد من لمسها تندى الصُّخور ندًى ... فكيف لا من نداها يورق القصب
تروق طرفًا رآها سود أسطره ... فلم يكن حيث يرنو عنه تحتجب
كأنَّما حكل الحسناء حال لها ... نفسًا ومن ثغرها طرسًا لها الشًّنب
غرُّ السَّجايا لديه تجتلي كرمًا ... وكلُّ مجد إليه اليوم ينتسب

الصفحة 179