كتاب قلائد الجمان في فرائد شعراء هذا الزمان (اسم الجزء: 1)

وكان جنديًا في خدمة الملك الرحيم بدر الدين أبي الفضائل –أعز الله نصره- وكان يحفظ من الحكايات والأشعار جملة. وتوفي سنة تسع عشرة وستمائة.
أنشدني إبراهيم بن مسعود الشهرستاني، قال: أنشدني أحمد بن عثمان لنفسه من قصيدة أولها: [من الطويل]
ألا هل مجيري من غرام أكابد ... وهل يقصرنَّ اللَّوم خبٌّ معاند
/100 أ/ وكيف أعي للعذل في حبِّ أغيد ... يحلُّ أصطباري وهو للبند عاقد
ورأيت له قصيدة يمدح بها الملك الرحيم بدر الدين أبا الفضائل –أعز الله أنصاره-[من الكامل]
لام العواذل في هواك المغرما ... أو كيف لا أصبو إلى ذاك اللَّمى
دنف يبيت بكم حليف صبابة ... لا يستفيق من الغرام تألُّما
تعتاده زفرات وجد أعربتً ... عن سرِّ حبٍّ لا يزال مكتَّما
نامي الصَّبابة لا يصيخ لعاذل ... فيكم ويعصي في الغرام اللُّوما
قلق المضاجع لم يذق طيب الكرى ... يصبو إلى وصل الحبيب تتيُّما
صبٌّ يحنُّ إذا تألَّق بارق ... من نحو رامة أو أضاء تبسُّما
ويهزُّه طربًا إلى أرض اللِّوى ... ذكرة تعاوده وشوق خيَّما
فلعلَّ أيَّامًا مضت وتصرَّمت ... يومًا تعود له بسكَّان الحمى
ولئن تعذَّرت المطالب أو غدا ... باب المسالك دون قصدي مردما
فرجاء بدر الدِّين يكفل ضامنًا ... ويجير ملهوفًا ويغني معدما
ملك يثيب السَّائلين فحاتم ... من دونه والحلم أحنف قد سما
مولًى يجود على العفاة بما حوى .... أبداً ويبدأ بالنَّوال تكرُّما
/100 ب/ فتراه يوم الرَّوع ليثًا باسلاً ... شرسًا وفي يوم النَّدى بحراً طما
مغني الكماة بصارم من عزمه ... قبل النِّزال وبالنَّضال إذا رمى
ومجدِّل الأبطال في يوم الوغى ... كلمى وجاعل وردهم علق الدِّما
شرفت به الحدباء إذا أضحى بها ... ملكًا فعاد لكل أمر مبرما
وترنَّحت طربًا وقالت صبوةً ... وزهت على كلِّ البلاًد به فما

الصفحة 185