كتاب قلائد الجمان في فرائد شعراء هذا الزمان (اسم الجزء: 1)

بلد يضاهيها فقد أضحت به ... في فخرها كالشَّمس في أفق السَّما
لازال في عزٍّ وسابغ نعمة ... ما حنَّ حاد في الفلا وترنَّما
[57]
أحمد بن محمد بن محمد بن محمد بن الحسين بن غازي بن خولة السلميُّ الشريديُّ، أبو جعفر الخفافيُّ،
من ولد خفاف بن ندبة صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم.
كانت وردته بغرناطة –إحدى بلاد الأندلس- في شهر رمضان سنة ثلاث وخمسين وخمسمائة. وخبرت أنه توفي بهراة سنة سبع عشرة وستمائة.
وكان محدثًا حافظًا طاف الآفاق، وجال البلدان في طلب الحديث /101 أ/ وسماعه. ثم مال إلى الشعر، فامتدح به الملوك وسادات الناس؛ فحسنت حاله وأثرى بعد الإملاق.
أنشدني أبو عبد الله الدُّبيثي، قال: أنشدني أبو جعفر لنفسه: [من الوافر]
إذا ما الدَّهر بيَّتني بجيش ... طليعته اهتمام واكتئاب
سننت عليه من جلديً ... أمراه الذبالة والكتاب
وبتُّ أنصُّ من شيم اللَّيالي ... عجائب في حقائقها أرتياب
أريع بها التّسلِّي مستريحًا ... وليس على الزَّمان بها عتاب
وقال يلغز باسم: [من مجزوء البسيط]
نعتُّ من ملكت قيادي ... وهام في حبِّها فؤادي
تأثير مقلوبه عظيم ... في عالم لكون والفساد
لو صيّر العين فافعل ... كان شقائي من الجواد
وقال أيضًا ملغزاً: [من البسيط]
إسم الَّذي بي إن أسقطت أوَّله ... إحدى المقولات فاصدع عنه أو فحد
وإن نطقت بموضوع أسمه خبراً ... ولا تحاش من الأقوام من أحد

الصفحة 186