كتاب قلائد الجمان في فرائد شعراء هذا الزمان (اسم الجزء: 1)

/105 أ/ وقع الملام مواقع الأشواق ... فأصاب فيك مقاتل العشَّاق
ذِّكر فديتك يا عذول معاتبًا ... إنَّ التَّكُّكر راحة المشتاق
ومنها:
جارت عليه الرَّاح وهو محادثي ... فكبا وأطراف الحديث بواقي
ومن مديحها:
ما جاد حرصًا أن يقال: هو الجوأد ولا توقَّف خشية الإملاق
لكنه يعطي ويمنع عالمًا ... بمواقع الإمساك والإطلاق
وقال أيضًا: [من الطويل]
أرى نفحات الرَّوض جاءت بريَّاكم ... لعلَّ نسيم الرِّيح مرَّ بمغناكم
إذا ما شممناهأ طربنا كأنَّنا ... نشاوى فعلَّلنا القلوب بذكراكم
يذِّكرني عرف الصَّبا زمن الصِّبا ... فأرتاح للذكرى أرتياحي للقياكم
ألا ضوِّعوا ذيل النَّسيم بنشركم ... وحيُّوا لتحيوا في الهوى بعض قتلاكم
وإلا أئذنوا لي في الكرى علَّ طيفكم ... يزور فحقّ أن تعينوا معنَّاكم
تمثَّلتم في كلِّ شيء لناظري ... فحيث التفتنا أو نظرنا رأيناكم
وكنت أمنِّي النَّفس قبل فراقكم ... تصبُّرها عنكم إلى حين لقياكم
/105 ب/ ولم أدر أنَّ الصَّبر عنكم يخونني ... وأنَّ منى الآمال أن أتمنَّاكم
قال أبو الفتح مسعود النقاش أنشدني أحمد بن مسعود لنفسه في يوم الخميس الحادي عشر من ربيع الآخر سنة ستمائة بظاهر حلب: [من الطويل]
أعانقه غصنًا والثمه بدراً ... وأرشف وهنًا من لمى فمه خمرا
وأهصر منه حين تثتيه نشوة ... تهادت به تيهًا وماست به سكرا
بتمثال نور في ظلام ذوائب ... إذا ما توارت شمسه أطلع البدرا
ومنها:
ونمَّت بنا في اللَّيل أنوار وجهه ... فمدَّ علينا من ذوائبه سترا
وقال من أبيات: [من مجزوء الكامل]
راض بحكم هواك واجد ... فعلام أنت عليَّ واجد

الصفحة 192