كتاب قلائد الجمان في فرائد شعراء هذا الزمان (اسم الجزء: 1)

خفى في الدِّين بارقه وضوحًا ... وما في الحقِّ حجَّته خفيُّ
وقال أيضًا في عثمان بن عفان – رضي الله عنه-: [من البسيط]
عفا الإله بعثمان بن عفَّانا ... ذنوبنا وعن النِّيران أعفانا
منه الملائكة أستحيت معظِّمةً ... فاستحي با جاهلاً عن بغض عثمانا
هذا الَّذي جمع القرآن أجمعه ... واستشهدوه لدى القرآ، عدوانا
قد فرَّق المال في الخيرات قاطبةً ... فحاز من رَّبه بالجود رضوانا
وقال في علي بن أبي طالب –كرم الله وجهه-: [من الوافر]
/107 أ/ عليٌّ سيِّد الأبرار طراّ ... عليٌّ في العلا قد كان بحرا
عليٌّ أشجع الشُّجعان حقًّا ... عليٌّ أوسع الأحرار صدرا
به جبر الكسير فلا كسير ... كما كسرت به الأصنام كسرا
تمسَّك وأعتصم بهوى عليٍّ ... تصر يا عبد في الدَّارين حرّا
وهذا أحمد بن المختار أبو العباس الفقيه الحنفي الرازي الصوفي المفسر قدم دمشق. وكان يفسر القرآن على المنبر بجامعها.
ثم رحل عنها متوجهًا إلى بلاد الروم، وتولّى بها القضاء والتدريس، وسمع الحديث الكثير بنفسه من أبي المعالي عبد المنعم بن عبد الله بن محمد بن الفضل العرادي، وبدمشق من أبي اليمن الكندي، وأبي المعالي محمد بن موهوب بن البنا.
أنشدني الشيخ الحافظ العالم نجيب الدين أبو الفتح نصر الله بن أبي العربي أبي طالب الشيباني الصفار الشافعي، بحضرة شيخ الشيوخ صدر الدين بن برناطة، قال: أنشدني أبو العباس لنفسه: [من السريع]
تفقُّد السَّادات خدَّامهم ... مكرمة لا تنقص السُّؤددا
هذا سليمان على ملكه ... قد قال: "ما لي لا أرى الهدهدا"

الصفحة 194