كتاب قلائد الجمان في فرائد شعراء هذا الزمان (اسم الجزء: 1)

[64]
/107 ب/ أحمد بن عليّ بن باختيار بن عبد الله، أبو القاسم البغداديُّ.
كان من أهل الفضل والمعرفة؛ شاعراً متأدّبًا أشعاره فيها ضعف، ومعظمها في الألغاز.
لقيته بمدينة السلام –شيخًا كبيراً- برباط أبيه بدرب المقبرة؛ وهو رجل خير صالح ذو دين وعفاف، فاستنشدته هذه الأبيات [فأنشدها، وسألته عن ولادته، فقال: ولدت في سنة خمس وخمسين وخمسمائة] كتبها إلى الشيخ أبي عبد الله بن الدُّبيثي: [من البسيط]
ماذا يقول جمال الدَّين لا برحت ... آراؤه في ليالي دهره شهبا
في مسلم شافعيٍّ ظلّ مكتئبًا ... بغادة تحجل الأغصان والكثبا
ما زال يلطف في الأيَّام مجتهداً ... حتَّى رأى خلوةً يقضي بها إربا
هل أن يرى ما رأى داود معتمداً ... يرجو النَّجاة به أو يحذر العطبا
ورأي داود أنَّ العقد منفرد ... يقضي بصحَّته فاسلم ودم حقبا
فأجابه أبو عبد الله:
بزيارة ممَّن حوى الأدبا ... والعلم والفضل والإفضال والرُّتبا
لا زال في نعمة تصفو مشاربها ... مبلَّغًا سؤله مستنفداً حقبا
/108 أ/ وقفت منها على درًّ شدهت له ... وحكمة أعجزت سحبان إذ خطبا
وقلت لا عرو إن بحر طما فلكم ... من مثلها لصفيِّ الدِّين إن طلبا
والحكم منِّي أنَّ العقد مفتقر ... إلى وليٍّ وإشهأد لمن رغبا
فإن ترخَّص هذا الشَّخص معتمداً ... خلاف مذهبه فالحدُّ لن يجبا
لسنَّة قالها داود منفرداً ... إنَّ النَّكأح بلا إشهاد قد ذهبا
خذ الجواب ودم في العزِّ مرتقبًا ... ما لاح نجم وحنَّ الصَّب أو طربا

الصفحة 195