كتاب قلائد الجمان في فرائد شعراء هذا الزمان (اسم الجزء: 1)

[65]
أحمد بن محمد بن عليِّ، أبو الفضل القاشانيُّ:
نزيل همدان.
كان من الفقهاء الحنفية أصوليًا عارفًا بالمسائل الخلافية حافظًا من الأشعار جملة؛ شاعراً باللسانين، منشئًا للرسائل، ويكتب خطًا في نهاية الحسن والملاحة ما يعجز عن نظيره أبناء زمانه. وكان صاحب سخاء ومروءة. ومات بهمذان سلخ ذي القعدة سنة تسع عشرة وستمائة.
أنشدني من شعره ابنه أبو بكر إسحاق –رحمه الله تعالى- بمدينة السلام بالمدرسة /108 ب/ التتشية في سنة اثنتين وعشرين وستمائة، هذه القصيدة عن أبيه؛ ثم نقلتها من خطّ ناظمها يمدح بها بعض رؤساء همذان: [من الوافر]
بحمد الله حصِّلت المارب ... ونلت من العلا أسنى المراتب
هنيئًا للمعالي منك مجد ... تلاشى عند منصبه المناصب
ترفَّع في مراقي العزِّ حتَّى ... تسنَّم هامة الشثّهب الثَّواقب
أفضت على الورى عدلاً وبذلاً ... فيالك من فتىً حاوي المناقب
بعارفة لها فوح كمسك ... حوى ريًّاه أجنحة الجنائب
يجاليك الغمام إذا تراخت ... عزاليه بأنواء سواكب
وظنَّ ......... أنَّهم حقيق ... بحفظ الملك أو كشف الحوازب
تمكَّن في دماغهم التَّمنِّي ... وفيما يعشقون لهم مذاهب
فلمَّا طالعوك أقرَّ كلٌّ ... بسبق علاك في نيل المطالب
سبقت العالمين ولا عجيب ... فما لك في المعالي من مناسب
لدولتك الَّتي طابت ودامت ... على الله الرِّعاية في المصاعب
شأوت النَّاس مكمةً وفضلاً ... وعدت مبرَّاً من قدح عائب
هو الصَّدر الَّذي يرجى لديه ... إغاثة صارخ عند النَّوائب
/109 أ/ تلوذ بظلِّه زمر الرَّعايا ... وتمشي تحت موكبه المواكب
وفيك فضائل يكفيك ... بلى يغنى العيان عن التَّجارب

الصفحة 196