كتاب قلائد الجمان في فرائد شعراء هذا الزمان (اسم الجزء: 1)

الحريري؛ وهي تسع عشرة مقامة. وخبرت أنه أنشأها في مدّة تسعة عشر يومًا.
وكان حاجب الباب في أيام الناصر لدين الله –رضي الله عنه- وأمور القضاء عائدة إليه. وكذلك أمور المناثر وغيرها. وخدم المستنجد بالله والمستضيء بأمر الله.
/110 أ/ ولم يزل منتدبًا في هذه المدد إلى الرتب الجسيمة والمقامات النبيلة، مع احترام الجانب ووفور المنزلة. وتوفي في أيام الناصر لدين الله – رضي الله عنه-.
قال أبو عبد الله الدبيثي في مذيَّله: من بيت مشهور بالتقدم والولاية. وكان فيه فضل وتميّز، وله معرفة بالأدب. تولى حجابة النوبى في أواخر المحرم سنة ثمانين وخمسمائة، إلى أن عزل يوم الاثينين ثامن جمادى الآخرة من سنة اثنتين وثمانين وخمسمائة.
ثم تولّى الإشراف ببعض البلاد المزيدية، وخرج إليها وأقام بها، وقد سمع الحديث من أبي الوقت لمّا قرئ عليه بمجلس جدِّه، وأبي الفضل فاخر وغيرهما.
سمع منه أبو عبد الله الدبيثي، وسأله عن ولادته، فقال: ولدت يوم الاثنين خامس عشر جمادى الآخرة سنة اثنتين وأربعين وخمسمائة. وتوفي ليلة الجمعة الثامن والعشرين من المحرم سنة عشرين وستمائة. ودفن يوم الجمعة بباب البصرة عند جدّه الوزير أبي المظفر يحيى بن محمد بن هبيرة غربي بغداد.
أنشدني أبو الفضل عمر بن علي /110 ب/ ابن محمد بن الوزير يحيى بن هبيرة، قال: أنشدني ابن عمي أحمد بن ظفر لنفسه: [من المنسرح] لا ضمَّني اللَّيل في غياهبه ... ولا أستقلَّت بي السَّلاهيب
ولا أثرت الثَّرى بمصطدم ... حتَّى يرى الصَّبح وهو غريب
ولا تركت العدوَّ مرتفقًا ... يأوي إليه الضِّباع والذِّيب
إن كان يعرى لرسمها طلل ... إلاَّ ودمعي له جلابيب
وأنشدني أيضًا، قال: أنشدني لنفسه مما ضمَّنه في كتاب المقامات من إنشائه:
[من الكامل]
دع ما تؤمِّل من زمان فاسد ... وصن الشِّكاية عن صديق عائد

الصفحة 198