كتاب قلائد الجمان في فرائد شعراء هذا الزمان (اسم الجزء: 1)

لو ما سواد اللَّيل جاز تحوزه ... يداه لأفنى في بياض نهار
فيا دهر لا تنكر مقالي ولا تقل ... يمين وساعد كفه بيسار
وقال: [من الوافر]
تبدَّى وجههها تحت اللِّثام ... كما يبدو الهلال من الغمام
فحيَّت إذ تبدَّت بالسَّلام ... وأحيت إذ أشارت بالسَّىم
وهبَّ نسيم ريَّاها فهبَّت ... عيون ناعسات من منام
وراقت وأشرقت ثم رقَّت ... لما بين الضُّلوع من الضَّرام
وخصَّتني بعطف بعد عطف ... فزادت في الغرام على الغرام
وقال: [من الطويل]
خليليَّ إنِّي قد شعفت بغادة ... تبدَّت لنا تختال بين عواني
بفاترة الأجفان فاتنة الصِّبا ... صقيله مرآة العذار حصان
خفيفة ما دون الوشاحين بضَّة ... ثقيلة ما تحت الإزار ردان
/112 أ/ أعدَّت سنان اللَّحظ للقتل عدَّةً ... ليوم ظعان لا ليوم طعان
تسابق قرناها إلى حدَّ ساقها ... فصارا على الخلخال بلتويان
عفوت لها حين أبتليت بحبِّها ... وكم للهوى كالعاملايّ عراني
وفي القلب أن أفدي بروحي مبسمًا ... عن الدُّرِّ معتّزاً كما ترياني
ويا جبلي نعمام واصلت فيكما ... لدى الدوحة الخضراء أمَّ أبان
وعندما غازلتها فسقيتما ... حيا ديمة يا أيُّها الجبلان
وقال: [من الطويل]
حمائم ورق قد هتفن سحيرة ... فهيَّجن لي شوقًا إلى ساكني نجد
سلبن سلوِّي وأجتلبن مدامعي ... وذَّكرنني ما قد نسيت من الوجد
تذَّكرت من شدو الحمائم بالنَّقا ... نقا ردفها يرتجُّ في حلَّة البرد
ومن ضوء بدر التَّمِّ في حندس الدُّجى ... سنى وجهها الوضاح في كلَّة المهد
تمايل غصن البان شبه أختيالها ... لو أنشقَّ غصن البان عن لمَّة الورد
على نقوي وادي الأراك بذي الغضا ... تقضَّت لي الأيَّام في عيشة رغد

الصفحة 200