كتاب قلائد الجمان في فرائد شعراء هذا الزمان (اسم الجزء: 1)

أنشدني أبو الحسن علي بن أبي الفرج بن محمود الجراحي الواسطي، قال: أنشدني أحمد بن شاه ملك الواسطي لنفسه من قصيدة يمدح بها الأمير أبا الفضائل باتكين بن عبد الله المستنصري –وكان يومئذ أمير البصرة: [من الطويل]
أقول لصحبي والرَّكاب ملاحة ... طلائح يحدوهن بين يزايله
إلى باتكين القيل عجُّوار كابنا ... لتبلغ من أيَّامنا ما نحاوله
ومنها:
أمولاي شمس الدِّين تاهت بك العلا ... فلا مفخر إلاَّ عليك غلائله
/113 ب/ مضى رمضان وهو يثنى على أمرئ ... فرائضه مقبولة ونوافله
فلا زلت في ظلِّ الإمام مملَّكًا ... سعيداً تحاماك الرَّدى وغوائله
إمام هدى عمَّ الأنام سماحةً ... وجوداً إذا ما أضمر الخير فاعله
ومنها:
وأبيض فياض لديه غمامة ... على معتفيه ما تغبُّ نوافله
فلا زلت شمس الدِّين في كنف العلا ... تبلِّغك الأيَّام ما أنت آمله
[69]
أحمد بن رستم بن المبارك بن الحسن بن الحسين، أبو العباس الموصليُّ.
كان يكتب على الحيطان تشبيهًا بعلي بن أبي بكر الهروي السائح. وكان يميل إلى زيّ المتصوفة، وفيه فطنة، ويقول شعراً حسنًا، ويعرف بالنعًال. وتوفي قريبًا من سنة عشرين وستمائة بالموصل.
أنشدني أبو عبد الله محمد بن ميكائيل بن أحمد الموصلي، قال: أنشدني أحمد بن رستم لنفسه ملغزاً في الدفّ والشبابة: [من الطويل]
/114 أ/ ومقروحة الأحشاء مثلي نحيلة ... تناءت عن الأهلين وأنتابها البعد
تزوَّجها عشر وذاك محرَّم ... فلا حرج كلاَّ ولا وجب الحدُّ

الصفحة 202