كتاب قلائد الجمان في فرائد شعراء هذا الزمان (اسم الجزء: 1)

وقيل عنه: إنَّه ينتحل الأشعار ويسرقها ويمدح بها الناس.
أنشدني الرئيس الأجل كمال الدين أحمد بن إبراهيم بن أحمد الموصلي، قال: أنشدني أحمد ابن الشماع لنفسه: [من البسيط]
يشتاق عرف الصَّبا من نحوكم قرم ... إلى لقاكم به البلبال يقلقه
/115 أ/ ما إن تنفَّس إلاَّ ظلَّ من كمد ... أنفاسه لزفير الشَّوق تحرقه
ولا أستنار هلال في دجى غسقً ... إلاَّ وأزعجه بين يؤرِّقه
ولا أضاء سنى برق بكاظمةً ... إلاَّ وتيَّمة بالجزع أبرقه
ولا تألق ثغر البدر مبتسمًا ... إلاَّ وأذكى صباباتي تألُّقه
شوقًا إلى قمر كالآس عارضه ... يذيب قلبي هجرانًا ويحرقه
ما غاب عن لحظً عيني قطُّ محتجبًا ... إلاَّ وأصبح وسط القلب مشرقه
ولا أراش بنا لا قوس حاجبه ... إلاَّ وأصمى فؤادي حين يرشقه
أغار من لحظ قلبي إذ تصوَّره ... ألف فكري لقلبي حين يرمقه
فكيف لي إن تبدَّى كالهلال وأبصار الخلائق بالرُّؤيا تحقِّقه
[71]
أحمد بن أبي بكر بن أبي محمد الخابرانيُّ، أبو الفضل الخلاطيُّ:
وخابران قرية من قرايا خلاط الأديب النحويُّ.
نزل تبريز وسكن بها، إلى أن مات تقديراً بعيد سنة عشرين وستمائة، واتصل بوزيرها ربيب الدين علي بن أبي القاسم دنقان، ومدحه ... /115 ب/ بشعر كثير.
وكان فاضلاً لم يكن له نظير في زمانه في علم الأدب والعربيّة والتصريف واللغة. وكان يميل إلى علوم الحكمة إلاَّ أنَّ الغالب عليه معرفة العلوم الأدبية والتبحّر فيها.

الصفحة 204