كتاب قلائد الجمان في فرائد شعراء هذا الزمان (اسم الجزء: 1)

وكان شابًا ذكيًا.
أنشدت له ابتداء قصيدة أولها: [من الكامل]
هيهات ليس يفيق من سكر الصِّبا ... من لا يزال تشوقه ريح الصَّبا
ساروا ودمعي قائل من خلفهم: ... مهلاً فإنَّ السَّيل قد بلغ الزُّبى
[72]
أحمد بن أبي السعود بن حسّان، أبو الفضل الرُّصافيُّ.
من شرقيِّ مدينة السلام.
كان شيخًا خطاطًا يؤدّب الصبيان بالخط ويكتِّبهم. وكتب خطا قريبًا؛ إلاَّ أنه كان عنده دعاوى في الخط، ويتبجح به كثيراً. وينزل نفسه في الخط منزلة ابن البوّاب، ولا يثبت لأحد من كتّاب زمانه شيئَا.
كان جاهلاً بالأدب لم أسمع له من الشعر إلاّ هذه الأبيات /116 أ/ أخبرنا بها إجازة أبو محمد عبد العزيز بن دلف بن أبي طالب الخازن البغدادي الناسخ، قال: أنشدني أبو الفضل أحمد بن أبي السعود الرصافي لنفسه: [من البسيط]
يا ربّ إن كنت قد أسرفت في عمري ... من أرتكاب الخطايا غير مشدي
أو كنت عمَّ يقوم الصَّالحون به ... مجانبًا واعتدى غيِّي على رشدي
فلي لذلك حسن الظَّن يطمعني ... في جنب عفوك يا ذخري ويا سندي
وأنبأني أيضًا، قال: أنشدني أحمد لنفسه: [من الطويل]
سأغضي على وخز القذى من معاشر ... أداريهم إنَّ الكرين يداري
وأصبر للأيَّام علَّ صروفهاً ... سوق من أستقرارها بدياري
فإن بلَّغتني همَّتي غاية العلا ... فذاك وإلاَّ فالخمول شعاري

الصفحة 205