كتاب قلائد الجمان في فرائد شعراء هذا الزمان (اسم الجزء: 1)

أنشدني ولده أبو الفتح يوسف، قال: أنشدني والدي لنفسه: [من الطويل]
أخلاَّي هل خنتم عهودي بعد ما ... رماني زماني بالتَّفرُّق منكم
وهل قد وعت أسماعكم من عدوِّنا ... أحاديث إفك بالنِّفاق تنظَّم
أم العهد باق والمودَّة بيننا ... كعهدي بها والعيش غضٌّ منعَّم
أحبَّة قلبي إن هجرتم وخنتم ... فإنِّي على عهدي لكم لم أخنكم
ولم أتبدَّل غيركم غير ذكركم ... أنيسًا إذا جنًّ الظَّلام ونمتم
أكابد شوقًا لست أقدر وصفه ... وهل يصف الإنسان ما ليس يفهم
إذا ذكرت نفسي مقامي بقربكم ... وعيشًا يقضَّى والحوادث نوَّم
وأسباب عيشي مذ نأيتم تصرَّمت ... فللَّه قلب بينهمَّ مقسَّم
وأنشدني، قال: أنشدني لنفسه [من البسيط]
/117 أ/ أمسي وأصبح والآمال تلعب بي ... والعمر منصرم والدَّهر ذو عجب
أمسي وأصبح في لهو وفي طرب ... والموت يضحك من لهوي ومن طربي
كأنَّني قد أمنت الدَّهر ......... أو إنَّني لست أخشى حأدي النُّوب
كأنَّني لست من ..... قدر ... يسوقه بغتة نومًا إلى القطب
دنيًا تغرُّ بآمال مزخرفة ... كما يشاب مذاق السُّم بالضَّرب
وأنشدني، قال: أنشدني لنفسه: [من الوافر]
أقول لرفقة زمُّوا المطايا ... ألا هل مبلغ عنِّي التَّحايا
إلى أرض العراق وساكنيه ... إلى قوم هم خير البرايا
كرام سادة من تلق منهم ... تقل: لاقيت أحسنهم سجايا
نشوا في المكرمات وفي المعالي ... فلم تعلق بخيمهم الدَّنايا
كريمهم لدى الإضفال هشٌّ ... طليق الوجه مبتسم الثَّنايا
وفارسهم لدى الهيجاء ليث ... قطوب الوجه مقتحم المنايا
بذكر جميلهم سرُّ القوافي ... بطيب حديثهم تخدي المطايا

الصفحة 207