كتاب قلائد الجمان في فرائد شعراء هذا الزمان (اسم الجزء: 1)

وخمسمائة. وقرأ علم الطبّ على الحكيم صدقة بن السامري الدمشقي.
وبرع في الذي قرأ عليه، وتميَّز على أهل زمانه، وصنَّف في ذلك مصنَّفات شتى، ورحل إلى آمد فاستخدمه صاحبها الملك المسعود ركن الدين مودود بن محمود بن محمد بن قرا ارسلان بن داود بن سكمان بن أرتق الأرتقي، وحظي لديه ونال منه منزلة رفيعة.
ثم استوزره بعد ذلك، وفوض إليه أموره، فحين أخذت آمد من الملك المسعود فارق خدمته واتصل بخدمة الملك الكامل ناصر الدين أبي المعالي محمد /118 ب/ ابن أبي بكر –رحمه الله تعالى- فمكث عنده مديدة.
ثم شخص إلى الديار المصرية وعاد إلى خدمة الملك المسعود ركن الدين مودود فلم يحظ منه. ثم كر راجعًا إلى بلاد الشام، ثم إلى الموصل؛ فلقيته بها أواخر المحرم سنة ثلاث وثلاثين وستمائة؛ وهو على عزم التوجه إلى مدينة السلام.
من تنيفاته كتاب "تدقيق التحقيق في الجمع والتفريق"، وكتاب "الإشارات المرشدة في الأدوية المفردة"، وكتاب في "علم أصول الطب" مختصر، وكتاب "منتهى الأغراض في العلل والأمراض"، وكتاب "حل شكوك ابن الخطيب الرازي على كليات القانون"، وكتاب "الموجز في أصول الطب"، وكتاب "شكوك على مسائل حنين"، وكتاب "شكوك على فصول بقراط" وكتاب "المسائل المهمات في كتاب الكليات" وغير ذلك.
أنشدني لنفسه: [من البسيط]
يا شقيَّ الجسد الفاني بعنصره ... وطبعه في عنا الدُّنيا أترك الطَّلبا
لقد أضعت نفيسًا في طلابك ما ... لا تستطيع له يا صاح مكتسبا
/119 أ/ إحفظ عنك لا تعطيه أمنية ... فما تزال إذا طارحتها تعبا
إنَّ الأماني أوهام تؤثِّر في ... نفس الموف على تحركيه سببا
والعالم النَّدب تغشاه فيدفعها ... فيأمنَّ ولو من أمرها النَّصبا

الصفحة 209