كتاب قلائد الجمان في فرائد شعراء هذا الزمان (اسم الجزء: 1)

وصار شيخ الشيوخ بها؛ وله مريدون وتلامذة ينتمون إليه، ويلبس خرق التصوف، وصادف من الملك الصالح نجم الدين أيوب بن محمد بن أبي بكر – صاحب مصر – قبولًا؛ فمال إليه وأكرمه وأقبل عليه، ووعظ بين يديه فولّاه سنجار شيخ الشيوخ، وأسند إليه أمر الخانقاهات، وتلمذ له. وكان يجتمع به ويعظه.
وله تصانيف كثيرة منها "تفسير القرآن"، وكتاب سمّاه "الدرّ المكنون الحاوي لكثير من الفنون" يتضمن .... .... والأحاديث النبوية وشرحها /121 ب/ وفقهها، والحكايات عن المشايخ الثقات، وأبيات في المعاني مطابق وحقائق. وبوبه أربعين بابًا عن أربعين شيخًا يشتمل على أربعة كتب، والمجلدة الأخيرة أفردها في أهل البيت فقط – صلوات الله عليهم وسلامه – وكتاب "الطريق المسلوك في نصيحة الملوك" وهو أربعون حديثًا عن أربعين شيخًا سمعها في أربعين بلدًا في معنى واحد، وكتاب "التاريخ" ابتدأ فيه من الحس والبسّ إلى زمانه.
وروى الحديث عن عدَّة شيوخ منهم؛ أبو القوقت السجزي، وروى سند البخاري بطريق آخر؛ وهو عن جده أحمد بن محمد بن الطيب. وعاش مائة وأربع سنين. وكان عمر أبي علي أحمد بن عبيد الله يومئذ تسع سنين، وجدّه يروي عن الكشمبهيني عن الغربري عن البخاري.
وكان ولادته في ثامن عشر ذي الحجة سنة إحدى وثلاثين وخمسمائة بقرية منسوبة إليه يقال لها "الشيخية" وفيها تربة والده الشيخ عبيد الله ابن أحمد بن محمد من أعمال واسط.
وكان له أشعار يقولها لغلبه، ويرتاح بها في خلواته؛ أنشدني منه /122 أ/ ولده أبو الحسن علي بحلب المحروسة، قال: أنشدني والدي لنفسه وهو مما قاله في صباه:
[من الرجز]
حنِّي إلى أرض الغوير حنِّي ... إن كنت حقَّقت رواح الظَّعن
ورجِّعني إذا ذكرت رامة ... شوقًا إلى ساكنها وإنِّي
ولا تزالي يا رياح دائمًا ... مبلغات للسَّلام عنِّي
قصِّي على ذاك الحمى وأهله ... تفجُّعي وما علمت منِّي

الصفحة 213