كتاب قلائد الجمان في فرائد شعراء هذا الزمان (اسم الجزء: 1)

فهمت وجدًا ونحلت كمدًا ... وذبت شوقًا وقضيت أسفا
لم أر من قبل أراه شادنًا ... مسوَّرًا مخلخلًا مشنَّفا
لا رأيت صنمًا من قبله .. يضلُّ رشد المسلمين الحنفا
يصلي بنيران الصدود من ثوى ... عليه في دين الهوى معتكفا
آليت لا أبرح مغرى مغرمًا ... به مغنًّى في الهوى معنًّفا
[81]
أحمد بن عبد العزيز بن محمد الواسطيُّ الطحّان.
قال الصاحب أبو البركات: كان من غلمان الطحن توجه عليه دين، وبقي مدة محبوسًا، وأطلق فخرج فسكن بعض نواحي البلد، ولم يكن عنده شيء من العلم.
وذكر هو أنه كان طحانًا، وأنه أخذ لمّا أخذ /124 ب/ بنو أمسينا، ولم يبق له شيء مما كان، فورد إربل.
ومن شعره: [من الكامل]
لوت الصَّبابة والغرام عناني ... وأذابني شوق الحمى وبراني
وتزايدت زفرات وجدي للهوى ... فأنا الحريق بجذوة الهجران
يا للرجال أفيكم من آخذ ... بدم القتيل بأعين الغزلان
بأبي الحمول سرت بكلِّ غريرة ... بهرَّت بقامتها قضيب البان
[82]
أحمد بن الحسن بن كمار، أبو نصر الأرمويُّ، المعروف بابن إمام الجامع.
كان فقيهًا شافعي المذهب خطيبًا فاضلًا عالمًا، سمع الحديث كثيرًا. وكانت وفاته يوم الأحد ضاحي نهاره الرابع من شوال، ودفن بكرة يوم الإثنين بأرمية سنة ست وعشرين وستمائة.
وسئل عن سنه في مرضه الذي توفي فيه، فقال: عمري سبع وخمسون سنة تخمينًا. وكان مولده في رجب سادس عشريه.

الصفحة 216