كتاب قلائد الجمان في فرائد شعراء هذا الزمان (اسم الجزء: 1)

أنشدني أبو بكر محمد ولده، قال: أنشدني والدي لنفسه: [من الكامل]
/125 أ/ لمَّا فقدت أكابرًا كانوا هم ... من فضلهم متفقَّدي إيَّاهم
مالي سواهم لا أرى من بعدهم ... متأسِّيًا بقعودهم وقيامهم
قد صحَّ ما قد قاله متمِّثلًا ... أما الخيام فإنَّها كخيامهم
[83]
أحمد بن بهرام، أبو العباس الإربليُّ:
ابن بنت أخي الأمير مجاهد الدين أبي منصور قايماز بن عبد الله الزينيُّ.
قال الصاحب أبو البركات المستوفي: جندي لطيف المعاشرة، ظريف المحاورة، قيم بوظائف الصلوات، صائم في أكثر الأوقات، ظاهر الدين، عفيف مستور، ربما عبث في بعض الأوقات بشيء من الشعر تأدبًا.
بلغتني وفاته بطريق الشام في شعبان من سنة ثماني عشرة وستمائة.
اجتمعت به والمغني يغنّي بإربل:
دع ملامي بالحمى أو رح ودعني ... واقفًا أنشد قلبًا ضاع منِّي
فقال بديهًا: [من الرمل]
/125 ب/ يا حبيبي صل محبًّا هائمًا ... قد براه في الهوى طول التَّمنِّي
ثم قال: تمم، فقلت:
لم يقل إذ باعكم مهجته ... بهواكم يا لها صفقة غبن
فأفكر ساعة، وقال:
فانضحوا ماء وصال منكم ... فوق عودي فعسى يورق غصني
أيها المعرض عنِّي ظالمًا ... لا تدعني ندمًا أقرع سنِّي
وحدثني الصاحب أبو البركات – رحمه الله – قال: جمعني وأحمد بن بهرام في منزله بالموصل ليلة من الليالي مجلس مؤانسة في سنة ست وتسعين وخمسمائة، فغنى صدقة بن محمد المغني الإربلي أبياتًا من شعره في لحن صنعه، وهو: [من المجتث]

الصفحة 217