كتاب قلائد الجمان في فرائد شعراء هذا الزمان (اسم الجزء: 1)

[85]
أحمد بن محمد بن رافع بن خليفة بن أحمد بن محمد القريحيُّ بن عمر الودّاك أبو العباس الباجسريُّ.
قال الصاحب أبو البركات – رحمه الله تعالى – كذا أملى علي نسبه، وسألته عن معنى القريحي، فقال: كان ذا قريحة جيدة فسمي بذلك – هذا لفظه -.
وسألته عن مولده، فقال: مولدي يوم الجمعة مستهل شهر رمضان من سنة ستٍّ وستين وخمسمائة بالدور، وأقمت بباجسرى.
وكان أولًا يقول القارحي فغيّره، ومن أهله بإربل قوم يدعون بني القارح؛ وله أشعار سلك في طريقها مذاهب العرب؛ استعمال ألفاظ ومعان. وكان كثير اللحن في إنشاده.
/128 ب/ ورد معه نسخة من شعره إلى إربل في المحرم من سنة أربع عشرة وستمائة، وعليها خطوط جماعة من البغداديين بالثناء على شعره المودع فيها، وأرادني أن أكتب له مثل ذلك عليها فلم أفعل.
ورد إربل مرّة أخرى قبلها، وأنشدني كثيرًا من أشعاره في المرتين؛ وله بإربل أقرباء يدعون بني القارح لا القريحي.
وقد كتب إلى علي بن موسى الضرير أبياتًا نسبه فيها إلى القارحي لا إلى القريحي، فمما أنشدنيه قوله، ونقلته من خطّه: [من الطويل]
سما لك مجد باذخ متطاول ... وجدُّ على أعلى المجرَّة نازل
منيف يراه النَّجم كالنَّجم ساميًا ... يقصِّر عن إدراكه المتناول
وأبدت لك الأيَّام ما في غيومها ... من السَّعد حتَّى حام عنك المماثل
ومتَّعك الله المهيمن ما دعا ... على البان ورق أو تفوَّه قائل

الصفحة 221