كتاب قلائد الجمان في فرائد شعراء هذا الزمان (اسم الجزء: 1)

[87]
أحمد بن محمد بن عبد الرحمن الشيبانيُّ.
ابن أخي قاضي مكة من ولد القاضي المحامليِّ.
ساق ذكره القاضي الإمام أبو القاسم عمر بن أحمد الفقيه الحنفي – أدام الله أيامه – فيمن قدم حلب من تصنيفه، وقال: رجل فاضل شاعر مجيد من أهل مكة – حرسها الله تعالى – قدم علينا حلب في شهور سنة ... وستمائة، ممتدحًا للملك الظاهر غياث الدين غازي بن يوسف، وللأكابر /130 أ/ من أهلها. وكان حسن السَّمت جيد الإيراد.
سمعته بين يدي السلطان الملك الظاهر ينشده قصيدتين رثى بهما أخاه الملك الأشرف محمد بن يوسف وقد جلس للعزاء يومين بعد موته، فأنشده في اليوم الأول مرثية استجادها السلطان والحاضرون، فعمل أخرى وأنشدها في اليوم الثاني. وسمعت القصيدتين من لفظه حالة إنشاده إحداهما.
قال المبارك – مؤلف هذا الكتاب – وأنشدنيها القاضي بمنزله المعمور يوم السبت ثاني عشر ربيع الآخر سنة أربع وثلاثين وستمائة: [من الطويل]
إلى كم ترى يا دهر ترمي بصائب ... إلى أن دهتني منك أمُّ المصائب
بموت مليك كنت مهما دعوته ... لسلبك لي إلَّا استعدت سلائبي
بموت مليك كان عطفك قد كسي ... جمالًا به حتَّى نأيت بجانب
سددت فم الناعي بكفِّي تطيُّرًا ... وألويت وجهي عنه ليَّ مغاضب
وقلت: تبيَّن ما تقول لعلَّها ... تكون كتلك الحادثات الكواذب
فلما بدا لي الكره في كرِّ قوله ... ربطت نوازي أضلعي بالرَّواجب
/130 ب/ فلا تحسبنِّي أتَّقي بعد هذه ... شبا طاعن من مصمياتك ضارب
ولا باسطًا للخطب كفَّ مدافع ... ولا فاتحًا من بعدها فم عاتب
أبعد أبي عبد الإله محمَّد المليك الفتى آسي على إثر ذاهب
أبعد المليك الأشرف النَّدب أرسل الرثا رائدًا أبغي انتجاع المطالب
ونطمع من بعد المليك بن يوسف ... ببقيا وتخليد العصور الذَّواهب

الصفحة 223