كتاب قلائد الجمان في فرائد شعراء هذا الزمان (اسم الجزء: 1)

وإنَّ محالًا صبر قلبي وإن بدا ... لعيني ربع المالكيَّة محملا
وأنشدني، قال: أنشدني أبو هاشم الحلبي قوله. وكان الملك الظاهر غازي بن يوسف بن أيوب قد اقترح هذا الوزن واستخفه، فعمل جماعة من الشعراء بحلب عليه، فعمل هو قصيدة منها: [من الطويل]
نعم ذاك ربع العامريَّة قد أقوى ... فيا لك من قلب على البين ما أقوى
/132 ب/ سروا فسروا بالعيش يتبع عيسهم ... وولَّوا فقد ولوا على جسدي البلوى
وكم خدعتني أعين العين عنهم ... فما عزَّ يا قلب عليها ولا ألوى
هم أخذوا طرفي وسمعي زميلهم ... فما أملك الرُّؤيا ولا أسمع النَّجوى
وبالهودج المحجوب بالسُّمر غادة ... عدت وحديث الحسن عن وجهها يروى
منعَّمة لا من هبيد طعامها ... ولا قومها كعب ولا دارها حزوى
إذا أسفرت واللَّيل مرخ سدوله ... لنا عن محيَّاها تشعشعت الأضوا
ولو أن بدر التمِّ يشبه وجهها ... لما أحدث الرَّحمان في وجهه محوا
[89]
أحمد بن رستم بن كيلان شاه، الديلميُّ الأصل، الدمشقيُّ المولد، أبو العباس الشافعيُّ.
كان أبوه يعرف بأسباسلار.
حدَّثني القاضي الإمام أبو القاسم عمر بن أحمد بن أبي جرادة الحلبي – حرس الله مدَّته – في شهر ربيع الآخر بحلب في منزله المعمور سنة أربع وثلاثين وستمائة، قال: قدم أبو العباس بن أسباسلار حلب وأقام بها مدّة في صحبة أبي محمد ظاهر بن جميل، إلى أن انتقل ابن /133 أ/ جميل إلى البيت المقدس فانتقل في صحبته وأقام بالبيت المقدس بعد وفاته، وكان من المعدّلين، وكان شيخًا حسنًا مستورًا له شعر حسن وكلام منثور.
اجتمعت به بالبيت المقدس سنة تسع وستمائة وكتبت عنه جزءًا من الحديث،

الصفحة 226