كتاب قلائد الجمان في فرائد شعراء هذا الزمان (اسم الجزء: 1)

سمعه بدمشق من أبي الفهم عبد الرحمن بن عبد العزيز بن أبي العجائز الأزدي، آخر سمعه من أبي علي الحسن بن هبة الله بن يحيى المعروف بابن البوقي الواسطي، وكتبت منه جزءًا من شعرا.
ولما هدم البيت المقدس في سنة ..... وستمائة خرج منها وسكن دمشق إلى أن مات بها على ما أخبرني أبو عبد الله محمد بن البخاري البغدادي يوم الجمعة الرابع عشر من ذي الحجة سنة إحدى وعشرين وستمائة، ودفن بجبل قاسيون.
وأخبرني إبراهيم بن الأزهر الصريفتي: أنَّ مولد شيخنا أحمد بن أسباسلار في سنة ثماني وأربعين وخمسمائة بدمشق.
ثم قال: وأنشدني أبو العباس أحمد بن رستم الديملي لنفسه في الغزل:
[من الرمل]
شهرت من لحظها لي مرهفين ... يوم زمَّت عيسها بالمأزمين
/133 ب/ عرَّفت في عرفات وانثنت ... بشعار النُّسك نحو المشعرين
وأفاضت فأفاضت عبرتي ... ..... الأعمال العلمين
لمنى ثمَّ رمت حاذقة ... جمرة أذكت بقلبي جمرتين
ثمَّ طابت نفسها في طيبة ... إذا ألبَّت سحرًا باللَّابتين
حرمت عيني الكرى وادعة ... حين ولَّت من وداع الحرمين
ليتها إذ عذَّبتني بالقلى ... سمحت مالكتي بالأعذبين
كلَّما استحدثت فيها عزمة ... لسلوٍّ فترت بالفاترين
كيف أسلو والهوى لمحة عين ... أودعتني عارضًا من عارضين
من مجيري من هواها فلقد ... حجب النَّوم قسيُّ الحاجبين
أعرضا عنِّي فما ينفعني ... طبُّ بقراط ولا رأي حنين
ليس يرجى لي شفاء عنده ... بل شفائي من برود الشَّفتين
قد رآني قاضيًا حق الصِّبا ... لحقاق حمِّلت عنبرتين

الصفحة 227