كتاب قلائد الجمان في فرائد شعراء هذا الزمان (اسم الجزء: 1)

لا ترم النَّاس بمعضله ... يرموك بقاصمة الشَّبج
إيَّاك فلا تك معتذرًا ... للَّائم من أمر مرج
إيَّاك وعيب سواك وكن ... ما عشت بعيبك ذا لهج
والخلَّ فواس بما ملكت ... كفاك ..... خلق سمج
جد بالأموال لخاطبها ... حثيًا حثيًا لا بالصَّبج
فبطون أكفِّك من أنامل كفٍّ منقبض شنج
كالنِّيل ونائل محيي الدِّين ... مميت الباطل بالحجج
.. ..... شرس ... في الخلق ولا بالمنزعج
/135 أ/ وقال أيضًا يمدح الملك الأفضل نور الدين علي بن يوسف بن أيوب: [من الكامل]
سل همومك بالرضاب البلبل ... من طفلة مثل المهاة المطفل
لا دارها بالرَّقمتين فبارق ... كلاَّ ولا طلل بدارة جلجل
نزلت بأعلى النَّيربين منازلًا ... لم يعفها مرُّ الصَّبا والشَّمأل
تتفيأ الرَّوض الأريض وجاورت ... هارون لا سقط الدَّخول فحومل
بظلال كلِّ خميلة عنيت بها ... في وشيها كفُّ الرَّبيع المقبل
فتبسَّمت أرجاؤها لما بكت ... عين السَّحاب بكلِّ دمع مسبل
حلت فحلَّت كلَّ روض عاطل ... منها بأنواع الملابس والحلي
فالدَّوح بين منوَّر ومثمَّر ... ومسيطر ومشمَّر ومذيَّل
والرَّوض بين معنبر ومزعفر ... ومعطَّر ومكفَّر ومصندل
والنَّهر بين تدفُّق وترفُّق ... وترقرق وتخرق وتسلسل
والرَّاح في راح السقاة تضوَّعت ... أرج القرنفل في مذاق الفلفل
والكأس ما بين الكياس مذالة ... فمحرَّم في شربها كمحلَّل
/135 ب/ والنَّاي والمزمار يخفت صوته ... والعود بين تسكُّن وتقلقل
والعيش غضٌّ والزمان كأنَّه ... في طيبه زمن المليك الأفضل

الصفحة 229