كتاب قلائد الجمان في فرائد شعراء هذا الزمان (اسم الجزء: 1)

وقال وهو بمصر، وقد اشتد شوقه إلى دمشق وذكر أيامًا له قد تقضت بالنيربين، ويمدح الوزير نجم الدين يوسف بن الحسين بن المجاور: [من الرمل]
علِّلاني بالمنى صدقًا ومين ... فحديث النَّفس إحدى اللذَّتين
ضاع والهفي زماني ودنا ... هرمي من صحَّتي بالهرمين
فإلى كم ذا التَّمادي ولقد ... أودت النَّفس بشوق الواديين
لست أسلو بسواها إنَّما ... راحة الرُّوح بنور النَّيربين
لا ولا أنسى رقيِّي دوحة ... أجتني منها جنيَّ الجنَّتين
ومبيتي جار جاريها وقد ... سحرتنا ورقها بالسَّحرين
قمرت ألبابنا أقمارها ... مشرفات من أعالي المشرقين
ظلَّ يرعى ناظري في ظلِّها ... ظبيات لا ظباء الحلمتين
مذ بكتها كلُّ عين ..... ... أضحكت للرَّوض منها كلَّ عين
/136 أ/ رقم المزن بها ديباجة ... خجلت منها رقوم الرَّقمتين
وبدا بارقها مغلولسا ... فخبت منه بروق الأبرقين
باكرت ما راع في ريعانه ... من ضريب الشَّوك ضرب الشَّوكتين
زمن قضَّيته في ظلِّها ... لا زمان بالنَّقا والأجرعين
إن تقضَّى فلقد عوِّضت من ... ظلِّه ظلًّ الوزيرا بن الحسين
مقول قيل وزير وزر ... إفتخار الملك صدر الدَّولتين
وقال يمدح الإمام الحافظ ثقة الدين أبا القاسم علي بن الحسن بن عساكر الدمشقي: [من الرجز]
قد اغتدي بكلِّ لدن أملد ... وكلِّ مرهوب الشَّبا المحدَّد

الصفحة 230