كتاب قلائد الجمان في فرائد شعراء هذا الزمان (اسم الجزء: 1)

- أيده الله تعالى – في تاريخه الذي صنفه لحلب المحروسة، قال: أبو الحسين أحمد ابن علي الأزدي، شاعر أديب فاضل؛ له معرفة جيدة باللغة العربية، وهو من بيت الأدب والشعر بحمص.
ورد علينا حلب في سنة ثلاث عشرة وستمائة، وذكر لي أنه: نظم "الإيضاح"، و"التكملة" لأبي علي الفارسي، /140 ب/ أرجوزة، وأملى علي مقاطيع من شعره بحلب.
ثم اجتمعت به بدمشق سنة ست وعشرين وستمائة ونقلت عنه شيئًا آخر من شعره، وهو ممن يصدّر لإفادة العلوم العربية واشتغل بها عليه.
قال: وأنشدني لنفسه: [من الوافر]
أنى لي أن أفيق من التَّصابي ... وسكرته وقد جاء النَّذير
وينزع عن غوايته فؤادي ... وفي فودي قد لاح القتير
فما هذي الحياة سوى عناء ... ولا لذَّاتها إلا غرور
وما الدُّنيا الدَّنيَّة غير ظلٍّ ... يزول وطيف أحلام يزور
وليس سعيدها إلا شقيٌّ ... وليس غنيُّها إلا فقير
يروح المرء ذا أمل طويل ... فيخلف ظنَّ هـ أجل قصير
ويحرص أن يقيم بدار ظعن ... يسير ومكثه فيها يسير
وأنشدني القاضي الإمام – أيده الله تعالى – قال: أنشدني أحمد بن علي لنفسه: [من الخفيف]
يا نديمي من سرِّ أذد عمان ... أشرف النَّاس محتدًا ونجارا
إحبس الكأس عن أخيك فقد مال إلى صحوة وملَّ العقارا
/141 أ/ وطوى الأربعين لا بل طوته ... وأرته المجون واللَّهو عارا
وجلى الشَّيب وانجلى لون فوديه فعادا من بعد ليل نهارا

الصفحة 236