كتاب قلائد الجمان في فرائد شعراء هذا الزمان (اسم الجزء: 1)

أأرى خاسر الشَّبيبة والرُّشد ... جلَّ ذان عندي خسارا
ما اعتذاري بعد أبيضاض عذاري ... في ارتكابي الآثام الأنام والأوزارا
أعذر الدَّهر حين أنذر بالشَّيب ... بنيه وأسمع الإنذارا
وأرى بعضهم مصدِّع بعض ... وكفى ذلك اللَّبيب اعتبارا
وأنشدني، قال: أنشدني أبو الحسين قوله: [من مجزوء الكامل]
يا هند فلَّ الدَّهر حدَّ عزيمتي وتعلمينا
وأمرَّ طعم العيش بعد حلاوة مرُّ السِّنينا
ونضوب ثوب الدَّهر لمَّا أن نضوت الأربعينا
وأنشدني، قال: وسألته بعد أن أنشدني القطع الثلاث، أن ينشدني شيئًا من الغزل، فأنشدني لنفسه: [من الكامل]
سفحت دموعك يوم سفح الحاجر ... آرامه بسوالف ومحاجر
بيض شهرن من العيون خناجرًا ... للفتك تغمد في طلى وحناجر
/141 ب/ لو كان صبرك صادقًا يوم النَّوى ... ما بتَّ مرتقب الخيال الزَّائر
ولما غدوت لذكر أيَّام الحمى ... وكأنَّ قلبك في مخالب طائر
عرَّضت قلبك للهوى فإذا به ... إعراض ريم من ذؤابة عامر
سلَّت عليك سيوفه وعيونه ... فوقفت بين بواتر وفواتر
كم ليلة قد بات نومك نافرًا ... فيها لذيَّاك الغزال النَّافر
يا صاح من عليا تنوخ أناظر ... ماذا جناه على فؤادي ناظري
وأنشدني، قال: أنشدني أحمد بن علي لنفسه بجامع دمشق: [من البسيط]
مالي أزوِّر شيبي بالخضاب وما ... من شأني الزُّور في قولي وفي كلمي
إذا بدا سرُّ شيبي في عذار فتى ... فليس يكتم بالحنَّاء والكتم
وأنشدني، قال: وأنشدني أبو الحسين من شعره: [من المتقارب]
رأتني سعاد حليف الهموم ... وكنت قديمًا حليف السُّرور

الصفحة 237