كتاب قلائد الجمان في فرائد شعراء هذا الزمان (اسم الجزء: 1)

ولا تجمعني هجرًا وبينًا فلم أكن ... لأقوى على بين الأحبَّة والهجر
رأت شيب رأسي الغانيات فعفنني ... وكنت أرى ما بين سحر إلى نجر
مضت لي أيام الشَّباب حميدةً ... ولم يبق من عصر الشَّباب سوى الذكر
وأقبل عصر الشَّيب بالكره مؤذنًا ... بتصريم أيام بقين من العمر
كأنَّ شبابي كان ليلة وصلها ... تدج حتَّى روِّعت بسنى الفجر
كأنَّ سواد الشَّعر سود مطالبي ... يبيِّضها غاز بأفعاله الغرِّ
/144 ب/ وأنشدني، قال: أنشدنا أبو القاسم بن الجبرانيّ لنفسه من قصيدة: [من الكامل]
ملك إذا ما السِّلم شتَّت ماله ... ردَّ الهياج عليه ما قد فرَّقا
وأكفُّه تكف النَّدى فبنانه ... لو لامس الصَّخر الأصمَّ لأورقا
وحدثني القاضي الإمام أبو القاسم – أيده الله تعالى – قال لي أبو القاسم أحمد بن هبة الله النحوي: عمل أبو العلاء أحمد بن عبد الله بن سليمان المعري في لزوم ما لا يلزم؛ وهي النون الساكنة مع الباء والذال وواو الرِّدف:
[من السريع]
كل واشرب النَّاس على خبرة ... فهم يمرُّون ولا يعذبون
ولا تصدِّقهم إذا حدَّثوا ... فإننَّي أعهدهم يكذبون
وإن أروك الودَّ عن حاجة ... ففي حبال لهم يجذبون
وقيل لا رابع لهذه اللفظة، قال: فزاد فيها أبو الحسين ابن منير بيتًا وهو:
/145 أ/ قزم إذا سيلوا وإن أطمعوا ... رأيتهم من طمع يهذبون
قال: فزدت أنا بيتًا آخر، وهو قولي:
ليس يرجِّي خيرهم آمل ... يومًا ولا عن لاجئ يشذبون
قال، وقال، أبو القاسم عملت بيتًا ثالثًا لبيتي أبي محمد الحريري اللذين ذكرهما

الصفحة 241