كتاب قلائد الجمان في فرائد شعراء هذا الزمان (اسم الجزء: 1)

في المقامات، وقيل لا ثالث لهما، وهما: [من المنسرح]
لا تسأل المرء من أبوه ورز ... خلاله ثمَّ صله أو فاصرم
فما يشين السُّلاف حين حلا ... مذاقه كونها ابنة الحصرم
قال: فقلت: [من المنسرح]
وإن غدا راقيًا مراتب ذي ... أصل عريق فلا تقل حص رم
[92]
أحمد بن يرنقش بن عبد الله العماديُّ، الأمير أبو العباس السنجاريُّ.
كان أبوه من مماليك عماد الدين زنكي بن مدود بن آق سنقر – صاحب سنجار -. وكان أحمد أميرًا مكملًا فاضلًا شاعرًا حسن الأخلاق طيب المعاشرة /145 ب/ متمولًا، وله أملاك كثيرة بسنجار، ووجاهة عظيمة.
تغيّر عليه قطب الدين بن عماد الدين – صاحب سنجار – وقبض عليه، وأخذ جميع ماله وحبسه حتى مات بسنجار سنة خمس عشرة وستمائة في حبس قطب الدين ممنوعًا من الطعام والشراب.
وحدثني القاضي الإمام أبو القاسم عمر بن أحمد بن أبي جرادة الحلبي – أيده الله تعالى – قال: قدم علينا أحمد بن يرنقش حلب، وأقام بها مدة وسكن درب العادل؛ ثم عاد إلى سنجار.
قال العبد الفقير إلى رحمة الله تعالى: روى لنا عنه شيئًا من شعره أبو الحسن علي بن الحسين الحنفي السنجاري، وأخبرني أنه كان في صدر عمره مسرفًا على نفسه، وأنه أقلع وتاب توبة حسنة، قال: وكان يصوم الهواجر، ويقوم الليل.

الصفحة 242