كتاب قلائد الجمان في فرائد شعراء هذا الزمان (اسم الجزء: 1)

[100]
أحمد بن الحسين بن أحمد بن أبي المعالي بن منصور بن عليٍّ النحويُّ الضرير اللغويُّ الفرضيُّ الحاسب الأديب الشاعر، المعروف بابن الخباز، أبو العباس.
كان أبوه من أهل إربل عاميًا يبيع الخبز، وأصل آبائه من بعض قرايا العراق. ونزل الموصل وتأهل بها وتديَّرها إلى حين وفاته؛ ولد [له] عدة أولاد من الذكور والإناث.
وولد له أبو العباس هذا ونشأ، وصرف همته إلى الاشتغال بالعلم وأحبه وأقبل عليه /153 ب/ بكليته فحفظ أولًا الكتاب العزيز، وقرأ التنبيه لأبي إسحاق الشيرازي حفظًا جيدًا.
ثم ترقى إلى العلوم الأدبية، وتردد إلى جماعة من أدباء الموصل، ولازم الشيخ أبا حفص ودرس عليه كتبًا كثيرة من علم الأدب والنحو واللغة والعروض والقوافي حتى برز على أقرانه، وفاق أبناء زمانه، وبرع في ذلك، وتمهر تمهر المجتهدين. فلما مات أبو حفص شيخه جلس مكانه، وتصدر لإفادة علم الأدب والعربية والقرآن والفرائض والحساب ومعاني الشعر وغير ذلك؛ فانثالوا عليه من كل فج. وهو اليوم شيخ وقته، وحبر مصره، ولم ير في زماننا أسرع حفظًا منه ولا أكثر استحضارًا للأشعار والنوادر والحكايات واللطائف، وهو غاية في الكاء والفهم، سريع الخاطر في نظم الشعر، قوي الروح وقت القراءة عليه. يشغل الناس من بكرة إلى عشاء الآخرة في مسجد بسكة

الصفحة 253