كتاب قلائد الجمان في فرائد شعراء هذا الزمان (اسم الجزء: 1)

ونحن من كلِّ واش ... وحاسد في أمان
وفي الكؤوس رحيق ... منطَّق بالجمان
يخال قبل مزاج ... نارًا بغير دخان
أبدت لنا لونه قبل شربك الوجنتان
وفي ثناياك ريق ... من الرَّحيق ثناني
/157 أ/ وطيب لفظك يغني ... عن استماع الأغاني
يا من حرمت رقادي ... بطرفه الوسنان
ومن قضى فتعدَّى ... في الحكم بالهجران
ومن إذا قلت: حان الوصال، قلت: جفاني
لولاك ما لمت حظِّي ... ولا ذممت زماني
وأنشدني أيضًا لنفسه من قطعة يذم بها أهل الزمان: [من البسيط]
فلا تثق بالليَّالي طالما غدرت ... بذي الوفاء ولو أعطته ميثاقا
ذم الورى ..... زمانهم ... لوما فأحدق بالأيام إحداقا
أعراضهم لم تزل مسودَّة فإذا ... قدحت فيهم أصاب القدح حرَّاقا
بلوتهم فطعمت السُّمَّ في عسل ... فما وجدت سوى الهجران درياقا
وأنشدني أيضًا من قصيدة: [من الطويل]
أجد له شوقًا إلى ساكني الغضا ... سنا بارق منهم على البعد أو مضا
فبات وفي أحشائه فرط لاعج ... إذا هاج بالذِّكرى أقضَّ وأغمضا
فيا برق هل ..... الحبيب لعاشق ... ..... في الوصل يخلف ما مضى
/157 ب/ يسرُّبه المحزون من قبل موته ... ويشفي سقيمًا بالحمام معرَّضا
تمنَّى وصالًا والأماني منيَّة ... إذا لم يكن يقضيه ود لو قضى
وما زال حتف العاشقين محبَّبا ... إليهم إذا ما العيش صار مبغَّضا
رعى الله إلفًا قرَّب القلب شخصه ... وإن كان عن عيني بعيدًا معرّضا
تعوَّضت عمَّا فاتني بنظيره ... سواه فإنِّي لم أجد متعوَّضا
حبيبًا إلى قلبي وإن كان قاتلي ... ..... إلى نفسي وإن كان معرضا
وأنفقت صبري بعد يوم فراقه ... فلم أر في أيَّام عسري مقرضا

الصفحة 257