كتاب قلائد الجمان في فرائد شعراء هذا الزمان (اسم الجزء: 1)

من النساء كالِّزير من الرجال، قال رؤبة:
لزير لم تصله مريمه
والمسيح: الدِّرهم الأطلس، والضمير في رآها يعود إلى مريم، وقوله: أفلس؛ لأنه يبذله لها.
وقال يرثي أبا إسحاق إبراهيم بن عبد الكريم الحنفي البغدادي – رحمه الله تعالى -: [من الكامل]
جاد الغمأم كأدمع الأحداق ... قبرًا ثوى فيه أبو إسحاق
فلقد ثوب فيه الفضائل والعلا ... بثوائه ومكارم الأخلاق
/159 أ/ قبر بعين الشَّمس فضل جماله ... بعد الشُّروق كبهجة الإشراق
قبر مقيم في الثَّرى وعلاؤه ... سام على سبع رفعن طباق
قبر أحاط ببحر جود مفعم ... عذب المذاقة ماؤه دفَّاق
لم يستفد حرٌّ جزيل هباته ... إلا تقلَّد ربقة الإرقاق
ما بعد يومك للصديق سوى الأسى ... ولهيب شوق دائم الإحراق
وسهاد عين لو تزوَّجها الكرى ... نشزت فبت حبالها بطلاق
وسقام جسم لو ألمَّ جديده ... بالصَّخر الجأه إلى الإخلاق
أبقيت في كبدي صدوعًا لا ترى ... شعبًا ولسعًا لا يفوز براقي
ليت الحمام وقد غزاك بجيشه ... آلت غنيمته إلى الإخفاق
سخنت عيون الشَّام ..... رأت ... شيئًا سوى العبرات والإبراق
يا غصن ريح الموت ..... عاصفًا ... فذويت بعد الرِّي والإيراق
يا بدر فاجأك المحاق ومن رأى ... بدرًا يفاجأ ..... بمحاق
يا شمس عاجلك الكسوف فقطَّبت ... لذهاب نورك أوجه الآفاق
يا ليث ..... المنيَّة ظفرها ... ذا لبدتين وماله من واقي
.. من سحابة حادث ... هطلت عليك فعدن بالإغراق
/159 ب/ أثريت من صبري وفقدك ردَّني ... من بعد إثرائي إلى إملاق

الصفحة 259