كتاب قلائد الجمان في فرائد شعراء هذا الزمان (اسم الجزء: 1)

والسخاء، و ..... والرواء، والصبح المحيا، الذي ..... والنفس الأبية، والمروة والأريحية، إن استغاثه مستجر حماه، ..... له النظم المطرب في النثر المغرب، والبلاغة الإنشائية، والعبارة الكتابية، أربى بإجادتها على الكتاب المترسلين، وفاق بإنشائها على البلغاء المبرزين].
كان والده من عتقاء الملك المعظم مظفر الدين أبي سعيد كوكبوري بن علي بن بكتكين صاحب إربل – رضي الله عنه – وكان أعظم أمير في دولته، ناب عنه في مملكته، رفيع المنزلة لديه، فاعتقله مخدومه بقلعة كرخين، ومات محسوبًا – رحمه الله تعالى – وكان يميل إلى أهل العلم، ويقرّبهم لأجل ولده هذا؛ لأنه كان يبالغ في تأديبه، ويجتهد في تعليمه، وسمع الحديث النبوي وجالس فضلاء ذلك الوقت .. فنبغ – بحمد الله – أميرًا كبيرًا نبيلً متأدبًا جليلًا مقبولًا عند ملوك زمانه، وافر الحرمة لدى سلاطين أوانه.
وابنه هذا أمير جليل ذو منظر حسن، وفيه بشر وحياء ومحاضرة مليح الخط، جيد القول نظمًا ونثرًا، ويعرف علم النجوم والإصطرلاب.
أخبرني أنه ولد يوم الإثنين التاسع والعشرين من المحرم سنة ثماني وتسعين وخسممائة بالدربند، بقرية تعرف بالراية من أعمال إبريل.
ترددت إليه أيام مقامي بإربل، وكان ينشدني أشعارًا في الغزل وغيره، وخرج عن إربل متوجهًا في ذي الحجة سنة ثلاثين وستمائة، نحو حلب، ونزل بها، وأقبل عليه مالكها السلطان الملك غياث الدين وقربه إليه، وأنعم عليه إنعامًا عظيمًا، ولم يقبل على أحد من الأمراء. /166 ب/ كإقباله عليه. وكان السفير بينه وبين الملك الكامل فيما يرجح إلى إصلاح الدولة؛ فلم تطل به الأيام حتى توفي الملك العزيز، فزيد في إكرامه، واحترم احترامًا عظيمًا وافرًا، واستدعي من الديون العزيز المستنصري، ووصل إلى مدينة السلام في شهر شعبان سنة خمس وثلاثين وستمائة، فحيث قدمها

الصفحة 268