كتاب قلائد الجمان في فرائد شعراء هذا الزمان (اسم الجزء: 1)

أكرم مورده، وأنعم عليه إنعامًا عظيمًا، وأقطعه إقطاعًا تليق بمثله ببلد البطائح، وعرفوا نبله وفضله، ولقب من دار الخلافة بعدة ألقاب، وكني أبا شجاع، وكان من قبل يكنى أبا الثناء ..... لم يكرمه مثله أحد من الأمراء الذين هم ..... إلى هذه الفضائل التي أحرزها علمه بالآداب الملوكية ..... بالجوارح والكلاب واللعب بالكرة وسباق الخيل ..... في الفروسية، وما يتعلق بهذه الأصناف السلطانية.
ثم إنه كان أخبر الناس بملاقاة الملوك ومخاطباتهم والوقوف بين أيديهم، وأقدرهم على المفاوضة لهم، وأحسنهم في .....
فمما أنشدني لنفسه: [من الطويل]
لذي السَّالف المسكيِّ والمقلة النَّجلا ... رسيس هوى في القلب يبلى ولا يبلى
عزيز عرفت الذُّل من كلفي به ... وكم من عزيز في الهوى عرف الذُّلاَّ
كثير التَّجنِّي ليس لي عنه سلوة ... وأعجب شيء جائر الحكم لا يسلى
ومعتدل كالغصن لا عدل عنده ... ولولا شقائي في الهوى عرف العدلا
فلا تعذلوني في هواه فإنَّني ... حلفت بذاك الوجه لا أقبل العذلا
دعوني وشكوى الحبِّ بيني وبينه ... فما أعذب الشَّكوى إليه وما أحلى
وأنشدني أيضًا بحلب المحروسة محاضرها السليماني يوم الجمعة الرابع والعشين من جمادى الآخرة: [من الطويل]
لعلَّ لقاء بعد طول التَّفرق ... يبلُّ أوامًا من غليل التَّشوُّق
فمنُّوا بتعليل المنى من لقائكم ... فربَّ منى تشفي صبابة شيِّق
فيا ويح قلبي عزَّ فيكم سلوُّه ... فدمعته حرَّى بعدكم ليس ترتقي
بعدتم فلا نشر الشَّام كطيبه ... قديمًا ولا للعيش بهجة رونق
ولا حلب مذ غبتم دار لذَّة ... لبعدكم عنِّي ولا ربع جلِّق
ولا غيِّر النَّأي الَّذي تعلمونه ... وحاشا هواكم ينقضي بألتَّفرُّق
أهيم إذا ما لاح برق دياركم ... وأسأله أخباركم في التألُّق
وأستنشق الأرواح منكم وحبَّذا ... لمغدى الصبا من أرضكم طيب منشق
وأصبو لها وجدًا وأبرح لوعة ... بلين التَّصابي وجدعان ومطلق

الصفحة 269